رَوْحٌ وَرَيْحَآن

هذا العالم يدفعك بعيداً عن الله، بعيداً عن الجنة، يسرق منك طمأنينة قلبك وهدوء نفسك ليعطيك قلباً قلقاً ونفساً مضطربة .. وكأن الدجال فينا .. نشتري منه الجنة ويبيع لنا النار فليكن لك حال مع الله يا صديقي .. اقترب منه قدر ما استطعت .. فكر في جنتك الباقية .. وكن كمان قال صلى الله عليه وسلم لابن عمر "كُنْ في الدنيا كأنَّك غريبٌ أو عابِرُ سبيلٍ" .. ولا تشتري الجنة من الدجال

نعوذ بالله من اعتياد مصاب إخواننا، أن يكون حديثنا عنهم مجردا من كل شعور. زاد البلاء وكثرت الدمـ.ـاء والمصاب جلل. يا رب آوهم وانصرهم وقوّ شوكتهم وآمنهم من الخوف والفزع وأبدلهم خيرا عن كل أذى ومصيبة.

الشتاء قادم والخيام مهترئة أنقذوا النازحين تحدثوا عنهم فذلك أضعف الإيمان فلا تزهد

‏والله الإنسان لا يرجو من الدنيا شيء سوي أن يخرج منها بقلبٍ سليم ويُقبض غير فاتن أو مفتون وعلي حالٍ يُحبه الله ويرضاه. ليست دارنا ولا ديارنا، ربنا يجعل مستقرنا الجنة.

لازالت سورة الكهف تُخبرنا أسبوعيًا أنّ الأقدار لا تمتثل للمنطق البشري المبني على المُشاهَدة؛ فيها نبع الخير من خرق سفينةٍ وقتل غلامٍ وبناء جدار في قرية قومٍ سيئين. أبشر؛ سينبع الخير من ثنايا مصيبتك.

‏اللهُمَّ أنت القريب وأنت الصاحِب والحبيب وأنت الوحيدُ المُجيب وأنت الشافي والطبيب وأنت الذي تعلم ما نريد، اللهُمَّ ارحم ضعفَنا وآمِن روعَنا، وأسعِد قلوبَنا، وفَرِّج همومنا واصرِف عنا ما يُقلقنا ويُعكِّر صفوَنا.

إن اللهّ يُحِبُّ أنْ يُحمَد الحمد لله على كل حال مهما كان الحال فالخير كل الخير فيما يختاره الله لنا، الحمد لله بلا سبب، الحمد لله بلا طلب، الحمدلله بلا عدد، الحمدلله حتى يرضى.

لو هناك شئ واحد يستحق أن نستعيذ منه في هذه الأيام فهو أن نستعيذ من الفجأة.. الفجأة بكل أشكالها المؤلمة الفقد الفجأة.. قطع الأرزاق الفجأة..الفراق الفجأة..الإبتلاء الفجأة.. الهم و الحزن الفجأة.. تغير الحال الفجأة. فقد كان من دعاء النبي : " اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك ، و تحول عافيتك ،و فجأة نقمتك ، و جميع سخطك" فكانت الإستعاذة ليست من البلية ذاتها بقدر ما كانت من فجأتها.. فاللهم إنا نعوذ بك من فجأة نقمتك.

إنّ الرّجل المُسلِم ليس إلَّا رجلًا عاملًا فِي تحقيقِ كلمة الله، أما حظّ نفسِه فهو فِي غيرِ هذِه الدُّنيا! - الرّافِعي، وحي القَلم.