📚قناة د. محمد باذيب📝

رموز التاج السبكي في الطبقات الصغرى ظهرت نسخة من الطبقات الصغرى للسبكي في مكتبة عاطف أفندي برقم (1907) وهي مما لم يقف عليه المحقق محيي الدين نجيب رحمه الله، وهذه النسخة بخط التاج السبكي وتميزت بدقته فيها وضبطه لكثير من الأعلام، وكان يضع فوق بعض التراجم رموزا بالأحمر على شكل حروف صغيرة (ص) و(و) و(ر) ، ويضع أرقاما في الهامش مقابل بعض التراجم. وقد سألني بعض المختصين الأفاضل ممن لهم باع طويل في قراءة المخطوطات عن هذه الرموز ومدلولاتها حيث إنه لم يتضح له وجهها، الأمر الذي جعلني أستعين بالله وأجتهد في تبين مدلولات هذه الرموز في هذه النسخة، وتوصلت بعد الدراسة إلى مجموعة أمور، أحببت تقييدها في هذه العجالة لينتفع بها الباحثون والدارسون: 1-هذه الرموز لم ترد إلا في النسخة التي بخط التاج السبكي، بينما اختفت من النسخ الأخرى التي وقف عليها محقق الطبقات الصغرى، مع أن النسخة الأم التي اعتمدها للتحقيق هي نسخة مقابلة على أصل المؤلف ومقروءة عليه وعليها خطه (صح ذلك وكتبه عبد الوهاب السبكي) ، وهي نسخة مكتبة جامعة الملك سعود بالرياض برقم (677) الأمر الذي يدل على أن هذه الرموز كان يستخدمها التاج السبكي لغرض في نفسه يساعده في تأليف كتابه الآخر (الطبقات الكبرى). 2-ومما يزيد هذا الأمر وضوحا .. العلاقة بين كتبه الثلاثة (الطبقات الكبرى والوسطى والصغرى) فقد يخيل للبعض أنه اختصرها من بعض، بدءا بالكبرى ثم الوسطى ثم الصغرى، والواقع أنه ابتدأ تأليفها كلها في نفس الفترة، انتهى من الوسطى سنة 754هـ وهي أجود طبقاته من حيث اكتمال مادتها، ثم انتهى من الصغرى سنة 756 ثم انتهى من الكبرى بعد ذلك بعشر سنوات سنة 766هـ، وواضح أن الكبرى كان مشروعا كبيرا لم يكتمل لكثرة التراجم التي بيض لها فيها. 3-والعلاقة بين الوسطى والصغرى واضحة إذ هما بنفس الترتيب المعجمي لأسماء المترجمين، بينما الطبقات الكبرى مختلفة الترتيب، إذ رتبها على الطبقات الزمنية، فالطبقة الأولى تلاميذ الإمام الشافعي، والثانية من توفي بين 200-300هـ، والثالثة من توفي بين 300-400هـ، والرابعة من توفي بين 400-500، والخامسة من توفي بين 500-600 والسادسة من توفي بين 600-700 ، والسابعة من توفي بعد 700. 4-ويبدو أنه أثناء تأليفه للوسطى والصغرى كان يضع هذه الرموز ليصنف الكبرى، فكان يضع رقم الطبقة أمام اسم المترجم ليذكره برقم طبقته في كتابه الطبقات الكبرى. فإذا وضع 3 فيعني أنه من الطبقة الثالثة.. 5-وأما الحروف التي كان يضعها فوق أسماء المترجمين ، فوجدت نفس هذه الحروف في بعض نسخ (الطبقات الوسطى) ولم يهتد المحقق للمقصود منها، فوضعها كما هي، وهذا الأمر يدل على الارتباط بين الكتابين. 6-وتبين لي أن المقصود ب(ص) هو طبقات ابن الصلاح و(و) تهذيب الأسماء واللغات للنووي، و(ر) طبقات الشيرازي، وهذه الرموز مطردة في جميع المواضع في النسخة، وهي تدل على منهجية التاليف لدى التاج السبكي والمصادر التي اعتمد عليها بشكل رئيس، وهذا أحد فوائد دراسة النسخ التي بخطوط العلماء. 7- وأختم بأن هذه الطبقات الثلاث لا تغني واحدة منها عن الأخرى، وفي كل منها تراجم وفوائد ليست في الأخرى، وهو فيها يحيل على بعضها، فيستحب للباحث في التراجم مراجعة الترجمة في المواضع الثلاث. وقد أحسن محقق الطبقات الوسطى في مقدمة تحقيقه حيث عقد مقارنة بين هذه الطبقات الثلاث، وبين التراجم التي تفردت بها وزاد كل كتاب منها على الآخر. وهذه تقييدات سريعة، والمجال مفتوح للدارسين والباحثين في استكشاف أمور أكثر وتصويب ما توصلت إليه.. وكتبه / محمد عمر الكاف..

ملحوظة تتعلق بكتاب: (نور العيون في تلخيص سيرة الأمين المأمون) مما يكثر قراءته في هذا الشهر الكريم الكتاب المبارك المسمى (نور العيون في تلخيص سيرة الأمين المأمون) صلى الله عليه وآله وسلم، للحافظ ابن سيد الناس رحمه الله تعالى المتوفى سنة ٧٣٤ هجرية. وقد وقع في أكثر نسخه المطبوعة خطأ توارد عليه الناشرون، وذلك في آخر الفصل المترجَم ب(ذكر نبذة من معجزاته صلى الله عليه وآله وسلم) من الكتاب المذكور إذ فيه: "ومَسَح صلى الله عليه وسلم على رِجْلِ أبي رافع وقد انكسرت فكأنه لم يَشتَكِها قط". وقع هنا سقط أفسد المعنى فأبو رافع هذا من أعداء الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم. والصواب: "ومَسَح صلى الله عليه وسلم على رِجْلِ ابن عَتِيك في خبر أبي رافع وقد انكسرت فكأنه لم يَشتَكِها قط". فالذي مسح الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم على رجله هو سيدنا عبد الله بن عَتيك رضي الله عنه، وليس عدو الله أبو رافع. والقصة مخرجة في صحيح البخاري، وذكرها على الوجه الحافظ ابن سيد الناس في عيون الأثر. والملاحظ أن كثيرا من النسخ الخطية تواردت على هذا الخطأ، حتى إن بعض الباحثين جمع عشر نسخ خطية تقريبا من الكتاب للعمل على تحقيقه وإخراجه، فلما علمتُ بأمره في العام الماضي أرسلت إليه للاستفسار والمراجعة عن هذا الموضع في النسخ التي لديه، فوجدها كلها متفقة على الخطأ نفسه! وهذا يفسر كثرة النشرات التي فيها هذا الخطأ. وإن من بركات مجالس السماع على المُسمِعين المعتنين التنبيه على مثل هذه المسائل لضبط الرواية. والله أعلم.

#تحقيقات_مسيئة وسم مفيد

#تحقيقات_مسيئة (١٢) هذا التحقيق سيء جدا، فيه تصحيف وسقط. وأعجب شيء فيه: سقط قلب المعنى في بداية الكتاب، بل الحاصل بعد السقط ينافي الصواب الثابت في النسخة التي يقال إنها بخط المحقق الطوسي! حتى التحقيق الإيراني الآخر سقط منه ذلك الموضع العجيب، حتى الدكتور أيمن المصري مشى في شرح الشرح على ذلك الموضع الغريب وقرره على ظاهره! وأما تحقيق سليمان دنيا فقد سلم من ذلك السقط. وأضف لذلك: سوء وضع التذكير والتأنيث مما لا يقع في مثله أمثال المحقق الطوسي. وهذا ثاني تحقيق إيراني -في هذه السلسلة- شكله جميل، وحقيقته هواء.