الشيخ ماجد الراشد/ العلمية

20)⭕️المثال الثاني: حج الأعرابي: 🟢 مسألة: إذا حج مسلم أعرابي من أهل البادية، ثم صار من أهل الحاضرة، فهل يجب عليه الحج مرة ثانية؟ الذي عليه السلف في القرون المفضلة أنه لا يجب عليه الحج مرة ثانية إلا الحسن بن صالح، وهو شذوذ عن الإجماع، ثم أخذ به من أخذ ممن بعدهم. فإن قيل: كيف ينعقد الإجماع على خلاف حديث: {أيُّما أعرابيٍّ حجَّ ثم هاجرَ فعليهِ حجَّةٌ أخرى}؟ والجواب: هذا الحديث لا يثبت عنه ﷺ، والتفاصيل كالتالي: 1=رواه {محمد بن المنهال عن يزيد بن زريع عن شعبة عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس مرفوعا به وزيادة} خز٣٠٥٠، طس٢٧٣١، ك١٧٦٩. قال أبو سياف: رقم1 رجاله ثقات، ولكنه غريب: تفرد برفعه محمد بن المنهال، وسرقه منه بعض الضعفاء: عد٤٦٩/٢، ولثقة رجاله صححه الحاكم ومن تبعه على طريقة المتأخرين. أما المحدثون المتقدمون، فجعلوا رفعه غير محفوظ، لمعارض أقوى عن شعبة والأعمش وابن عباس: 2=فرواه {جماعة عن شعبة عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس موقوفا به} خز٣٠٥٠، هق٨٦١٣. قال أبو سياف: رقم2 سنده موقوف صحيح: رجاله ثقات، وله متابعون برقم3+4، فدلّ على خطأ من رفعه. 3=ورواه {الثوري وأبو معاوية عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس موقوفا نحوه} ش١٤٨٧٥، المحلى ١٥/٥. قال أبو سياف: رقم3 سنده موقوف صحيح، رجاله ثقات، والثوري وأبو معاوية أقوى من روى عن الأعمش، وهم حجة على من خالفهم ولو كان شعبة، فكيف والراجح عن شعبة وقفه! 4=ورواه {قتادة وأبو السفر وعبيد صاحب الحلي، ثلاثتهم عن ابن عباس موقوفا بنحوه} المناسك١١، المحلى١٥/٥ معلقاً، الشافعي١٠٧/١، التمهيد١٠٧/١، وليس في رواية أبي السفر وعبيد: "حج الأعرابي"، وفيه بقية الحديث. قال أبو سياف: رقم4 متابعات تامّة عن ابن عباس، وهذا المعروف عن ابن عباس: تخ١٩٨/١، فمن رفعه فقد أخطأ ولو كان ثقة، فإنه غير معصوم. 🛑 فإن قيل: كيف تزعم الإجماع، وابن عباس يخالفه؟ والجواب: إذا ثبت عن ابن عباس، فهو من المسائل التي خالف فيها الإجماع كربا الفضل والمتعة وغير ذلك، ولا أظنه يثبت عنه، فإنما أراد من حج في الجاهلية ثم هاجر أي أسلم فيجب عليه الحج، وكانوا يعنون بالهجرة الإسلام، كما يعنون بالأعرابي الكافر، قال ابن الملقن: المراد بالأعربي هنا الكافر، إذ كان الكفر هو الغالب حينئذ على الأعراب، وقد نبه على ذلك ابن الصلاح في مشكله، قال: وقد جاء إطلاق الأعراب والمراد بهم الكفار في غير هذا الحديث. البدر المنير١٨/٦، وعليه تحمل الأحاديث الواردة في ذم من ارتد أعرابيا بعد الهجرة، أو كانت خاصة بمن هاجر قبل الفتح، فإنه كمن حضر الصف، يحرم عليه الفرار، أقول هذا لأن الأحاديث في جواز التعرب والبدو كثيرة، وإنما عبّر ابن عباس بالهجرة لأن الهجرة إلى المدينة كانت واجبة على من أسلم للدفاع عنها، فلما فتح النبي ﷺ مكة قال: <لا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وإذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا> خ١٨٣٤، م١٣٥٣، فكانت الهجرة لنصرة الإسلام واجبة، ثم صار الواجب هو النفير والنصرة وقت النداء والحاجة، واستوى الأعرابي والمهاجر في الحج: خز٣٠٥٠، ويؤيد هذا أنه ثبت عن ابن عباس موقوفا بلفظ: {فعليه حجة المهاجرين} ش١٤٨٧٥، ولا فرق بين حجة المهاجرين وغير المهاجرين بالإجماع.

20)⭕️المثال الثاني: حج الأعرابي: 🟢 مسألة: إذا حج مسلم أعرابي من أهل البادية ثم صار من أهل الحاضرة فهل يجب عليه الحج مرة ثانية؟ الذي عليه السلف في القرون المفضلة أنه لا يجب عليه الحج مرة ثانية إلا الحسن بن صالح، وهو شذوذ عن الإجماع، ثم أخذ به من أخذ ممن بعدهم. فإن قيل: كيف ينعقد الإجماع على خلاف حديث: {أيُّما أعرابيٍّ حجَّ ثم هاجرَ فعليهِ حجَّةٌ أخرى}؟ والجواب: هذا الحديث لا يثبت عنهﷺ، والتفاصيل كالتالي: 1=رواه{محمد بن المنهال عن يزيد بن زريع عن شعبة عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس مرفوعا به وزيادة} خز٣٠٥٠، طس٢٧٣١، ك١٧٦٩، قال أبو سياف: رقم1 رجاله ثقات، ولكنه غريب: تفرد برفعه محمد بن المنهال، وسرقه منه بعض الضعفاء: عد٤٦٩/٢، ولثقة رجاله صححه الحاكم ومن تبعه على طريقة المتأخرين. أما المحدثون المتقدمون فجعلوا رفعه غير محفوظ، لمعارض أقوى عن شعبة والأعمش وابن عباس: 2=فرواه{جماعة عن شعبة عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس موقوفا به} خز٣٠٥٠، هق٨٦١٣. قال أبو سياف: رقم2 سنده موقوف صحيح: رجاله ثقات، وله متابعون برقم3+4، فدلّ على خطأ من رفعه. 3=ورواه{الثوري وأبو معاوية عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس موقوفا نحوه} ش١٤٨٧٥، المحلى ١٥/٥. قال أبو سياف: رقم3 سنده موقوف صحيح، رجاله ثقات، والثوري وأبو معاوية أقوى من روى عن الأعمش، وهم حجة على من خالفهم ولو كان شعبة، فكيف والراجح عن شعبة وقفه. 4=ورواه{قتادة وأبو السفر وعبيد صاحب الحلي ثلاثتهم عن ابن عباس موقوفا بنحوه} المناسك١١، المحلى١٥/٥. قال أبو سياف: رقم4 متابعات تامّة عن ابن عباس، وهذا المعروف عن ابن عباس: تخ١٩٨/١، فمن رفعه فقد أخطأ ولو كان ثقة، فإنه غير معصوم. 🛑 فإن قيل: كيف تزعم الإجماع وابن عباس يخالفه؟ والجواب: إذا ثبت عن ابن عباس فهو من المسائل التي خالف فيها الإجماع كربا الفضل والمتعة وغير ذلك، ولا أظنه يثبت عنه، فإنما أراد من حج في الجاهلية ثم هاجر أي أسلم فيجب عليه الحج، وكانوا يعنون بالهجرة الإسلام، كما يعنون بالأعرابي الكافر، قال ابن الملقن: المراد بالأعربي هنا الكافر، إذ كان الكفر هو الغالب حينئذ على الأعراب، وقد نبه على ذلك ابن الصلاح في مشكله قال: وقد جاء إطلاق الأعراب والمراد بهم الكفار في غير هذا الحديث. البدر المنير١٨/٦، وعلى تحمل الأحاديث الواردة في ذم من ارتد أعرابيا بعد الهجرة، أو كانت خاصة بمن هاجر قبل الفتح، فإنه كمن حضر الصف، يحرم عليه الفرار، أقول هذا لأن الأحاديث في جواز التعرب والبدو كثيرة، وإنما عبّر ابن عباس بالهجرة لأن الهجرة إلى المدينة كانت واجبة على من أسلم للدفاع عنها، فلما فتح النبي ﷺ مكة قال: <لا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وإذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا> خ١٨٣٤، م١٣٥٣، فكانت الهجرة لنصرة الإسلام واجبة، ثم صار الواجب هو النفير والنصرة وقت النداء والحاجة، واستوى الأعرابي والمهاجر في الحج: خز٣٠٥٠، ويؤيد هذا أنه ثبت عن ابن عباس موقوفا بلفظ: {فعليه حجة المهاجرين} ش١٤٨٧٥، ولا فرق بين حجة المهاجرين وغير المهاجرين بالإجماع.

19)🧿التشبه بالأعراب: الأعراب هم أهل البادية، المتفرقون فيها، وهم أهل الوبر، وهم أصل العرب ومادة الإسلام، كما قال عمر: خ٣٧٠٠، وضدهم أهل القرى والمدن والمدر والأمصار، ويتميزون بالجهل والجفاء، والسجع، وقلة الدين، فإنهم لا تلزمهم جمعة ولا عيد لعدم الاستيطان. 🔴 الجهل والجفاء: بسبب الجهل يسهل تجنيد الأعراب من قبل الأعداء، ثم بسبب الجفاء يتعصبون له، ثم يكونون خنجرا في خاصرة الأمة كما يحدث الآن في فلسطين، ويصعب رجوعهم بسبب قلة الدين، وقد وصفهم الله بوصفين فقال: «الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا...» ثم قال: «وَمِنَ الأعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ...»، ففيهم المذموم والممدوح، والأكثر الأول. 🔵 الأعراب عند الفقهاء هم الذين لم يثبتوا في ديوان الجيش، ولا التزموا الجهاد، ولا يُستعان بهم في الجهاد، ولا يخافهم عدو، لأنهم ضعفاء متفرقون، وإن كان بعضهم يغزون مع المسلمين متى أراد، وسواء كانوا عربا أو عجما، فهؤلاء ليس لهم حق في الفيء إلا أن يلتزموا الجهاد مع المسلمين، والدفاع عن أراضي المسلمين. 🟣 المفاضلة في الجملة: جنس أهل المدر والحاضرة أفضل من جنس أهل الوبر والبادية، وإن كان بعض أفراد الأعراب أفضل من بعض أفراد غيرهم، كما أن جنس العرب أفضل من العجم، وإن كان بعض العرب أشد كفرا من غيرهم، والأصل أنه لا فرق بين مسلم وآخر في أحكام الشريعة إلا ما ورد بالدليل الصحيح الصريح، وبسبب المفاضلة السابقة فرّع الفقهاء بعض الأحكام الفقهية، وهذه بعض الأمثلة: ⭕️ المثال الأول: 🟢 مسألة: ما حكم إمامة الأعرابي؟ ١) جائزة للأصل، (الجمهور). ٢) مكروهة للحديث. ٣) لا يؤمهم وإن كان أقرأهم، (مالك). سبب الخلاف: هل يصح حديث: لا يَؤُمَّ أَعْرَابِيٌّ مُهَاجِرًا؟ فإن صح الحديث فالراجح قول مالك، وإن لم يصح فالراجح قول الجمهور، وهنا يرفع الفقهاء رؤوسهم للمحدثين ينتظرون الجواب منهم. فيقولون: لا يثبت هذا الحديث عن النبي ﷺ، ثم يسترسلون في ذكر الأسباب، والكلام على كل طريق. ⭕️ المثال الثاني: حج الأعرابي.

بحسب الأمم المتحدة

18)🧿 التشبه بالحيوان: مشابهة الحيوان مذمومة في أصواتها وحركاتها، وخاصة إذا كان يفعل ذلك على سبيل العبادة، ولو لم يقصد التشبه بها، فقد نهى النبي ﷺ عن التشبه بها في الأمور التالية: ١- إقعاء الكلب. ٢- افتراش السبع. ٣- نقر الغراب. ٤- التفات الثعلب. ٥- بروك الجمل. ٦- توطين البعير. ٧- أذناب الخيل. ⛔️ ومن التشبه المركب ما يفعله بعضهم من مسابقات في تقليد أصوات البهائم أو حركاتها، فهذه جمعت بين التشبه بالكفار وبين التشبه بالبهائم، والتشبه بالكفار أخطر، فإن الأمر بمخالفتهم ليتميّز المسلم بشخصيته، ولكي لا يظن الكافر أنه على حق، أما النهي عن التشبه بالبهائم، فلتكريم الإنسان عن الحيوان، ورفعته بالمنزلة التي أكرمه الله بها. 🛑 خطر التشبه بها: وممّا يُنهى عنه من التشبه بالحيوان الذنوب البهيميّة كالحرص والشره وقضاء شهوة البطن والفرج في كل سبيل، وما يتوّلد عنها من سرقة وزنى، وأكل أموال اليتامى، وبخل وشح وهلع. وأخطر تشبه بالحيوان هي الذنوب السبعيّة، وهي ما يفعله المجرمون من العدوان، وسفك الدماء، والتوثّب على الضعفاء.

17)🧿 تشبه الرجل بالمرأة والعكس: الرجل يتميّز عن المرأة بصفات فطريّة، والمرأة تتميز عن الرجل بصفات فطرية، وتشبه أحدهما بالآخر محو لهذه الصفات والفروق الفطريّة، ومن ذلك التثنّي في الأجسام، والتأنيث في الكلام. 🛑 ثم جاءت الشريعة لتوافق الفطرة في كل شيء: [لَعَنَ ﷺ المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بالنِّسَاءِ، والمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بالرِّجَالِ] خ٥٨٨٥. 🔴 ومواقع اللعن هي الأمور المختصة بأحدهما، فما كان من خصائص النساء فيحرم على الرجال، وما كان من خصائص الرجال فيحرم على النساء. أما الأمور المشتركة بينهما، فليست من مواقع اللعن والنهي. فالتشبه يقع في الكلام والمشي والأفعال والحركات واللباس ...إلخ، مما هو من خصائص أحدهما. 🛑 مسألة: ما حكم تشبه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال؟ ١) محرّم للحديث، (الجمهور). ٢) مكروه، (بعض الفقهاء). سبب الخلاف: هل الحديث يفيد التحريم أم الكراهة؟ وهل للعن فيه صارف عن التحريم؟ والراجح قول الجمهور، لأن الحديث فيه اللعن، ولا يكون اللعن إلا على فعل محرم أو ترك واجب، ولا صارف له عن ذلك. 🔵 هذا الحكم في فقه الدليل في الجملة، ثم اختلفوا كثيرا في بعض التفاصيل نظراً لاختلاف الواقع، فمثلاً: ⚫️ مسألة: ما حكم الحناء للرجال؟ اختلفوا على أقوال: ١) مباح. ٢) مكروه. ٣) محرّم. سبب الخلاف: هل هو مختص بالنساء؟ والجواب: يختلف باختلاف موضعه منه، كما يختلف باختلاف الأعراف والعادات، فما كان يختص بالنساء فيها فهو محرم، وما لا فلا، والذي كان في عُرف السلف أن الحناء في اليدين والرجلين مختص بالنساء إلا لحاجة كالتداوي، وأنهم يفعلونه لصبغ شعر الرأس واللحية، فاختلف حكمه باختلاف استعمال الرجل له: فما كان من خصائص المرأة كالزينة في اليدين فهو تشبه بها، وما كان ليس من خصائصها كصبع الشعر به فليس من التشبه بها، فمن تكلم في حكمه بالعموم بلا تفصيل فسيُفهم من كلامه الخطأ والزلل والخلط بين الحرام والحلال. 🟪 والقول في كل ما يستعمل للزينة كالقول في الحناء كالكحل وغيره، حتى ذكر بعضهم أن العلك من زينة النساء. ✍ الخلاصة: تشبه الرجل بالمرأة أن يفعل ما تتميّز به عنه، وتشبه المرأة بالرجل أن تفعل ما يتميّز به عنها، والمباينة بينهما في بعض الخصائص فطرية وشرعية، لا تلتبس إلا على منتكس، وخضاب النساء الحناء، وخضاب الرجال الدماء.

16)🧿التشبه بالمبتدعة: المبتدعة هم الذين خالفوا الصحابة والتابعين؛ كالخوارج والقدرية والجبرية والمعتزلة والمرجئة ...إلخ، وهم دركات في انحرافهم وابتداعهم، ولكل فرقة أصول خالفوا فيها أهل السنة، وليس هذا موضوعنا، وإنما أتحدث عن أبرز شعاراتهم، فمثلاً: الصلاة على غير الأنبياء من شعار الروافض، فما حكمها: المشهور عند أهل السنة في القرون المفضلة أنه لا يُصلى على غير الأنبياء، واختلف من بعدهم في حكمها على أقوال: ١) مستحبة. ٢) مباحة. ٣) تركها أفضل. ٤) مكروهة. ٥) محرمة. واختار ابن تيمية المنع إذا اتخذت شعارا، أي إذا قيلت في حق شخص معيّن، وهو قول متوسط بين الإباحة والنهي، ويتوافق مع المقاصد الشرعية، ومثله لو ترتب عليها مفسدة. والإباحة إذا ترتب عليها مصلحة راجحة كما فعل جماعة من الأئمة كالنسائي قديماً، والشوكاني حديثاً، حتى يؤلف القلوب لقراءة ما كتب. والسلام كالصلاة وأهون. 🔴 المثال الثاني: حلق شعر الرأس في غير النسك على وجه التدين أبرز شعار للخوارج، كما قال النبي ﷺ: <سِيماهُمُ التَّحْلِيقُ> خ٧٥٦٢، م١٠٦٤. مسألة: ما حكم حلق شعر الرأس في غير النسك، ولغير حاجة، وليس على وجه التقرب والتدين؟ ١) مباح، (الحنفية والشافعي). ٢) تركه أفضل، (أحمد). ٣) مكروه، (مالك وأحمد)، لأنه شعار الخوارج. والقول فيه كالقول في الصلاة على غير الأنبياء. ⛔️ وأبرز الشعارات السياسية في هذا الزمان هي الأعلام التي تُرفع للدلالة عليهم. 🌎 حكم التشبه بالمبتدعة: التشبه بالمبتدعة نسبي، والقول فيه كالقول في التشبه بالكفار، فإن بعض المبتدعة عندهم من البدع في الاعتقاد ما هو كقول النصارى في عيسى ﷺ، وبعض أهل السنة تأثروا في محيطهم، وقرروا بعض جزئيات عقيدة أهل البدع على أنه عقيدة أهل السنة، ومن ذلك أن الأولياء أفضل من الأنبياء، وأنهم يتلقون من اللوح المحفوظ دون جبريل! وعلم الغيب من خصائص الله، لم يطلع عليه ملك مقرّب، ولا نبي مرسل. ومن ذلك من يريد إقامة الخلافة في هذا الزمان، فسلك مسلك الخوارج في تكفير من خالفهم. ✍ قاعدة: التشبه بالمبتدعة هو فهم القرآن والسنة بغير فهم السلف والأئمة. هذه القاعدة اشترك فيها جميع أهل البدع، ومن شابههم من أهل السنة.

16)🧿التشبه بالمبتدعة: المبتدعة هم الذين خالفوا الصحابة والتابعين؛ كالخوارج والقدرية والجبرية والمعتزلة والمرجئة ...إلخ، وهم دركات في انحرافهم وابتداعهم، ولكل فرقة أصول خالفوا فيها أهل السنة، وليس هذا موضوعنا، وإنما أتحدث عن أبرز شعاراتهم، فمثلاً: الصلاة على غير الأنبياء من شعار الروافض، فما حكمها: المشهور عند أهل السنة في القرون المفضلة أنه لا يُصلى على غير الأنبياء، واختلف من بعدهم في حكمها على أقوال: ١) مستحبة. ٢) مباحة. ٣) تركها أفضل. ٤) مكروهة. ٥) محرمة. واختار ابن تيمية المنع إذا اتخذت شعارا، أي إذا قيلت في حق شخص معيّن، وهو قول متوسط بين الإباحة والنهي، ويتوافق مع المقاصد الشرعية، ومثله لو ترتب عليها مفسدة. والإباحة إذا ترتب عليها مصلحة راجحة كما فعل جماعة من الأئمة كالنسائي قديماً، والشوكاني حديثاً، حتى يؤلف القلوب لقراءة ما كتب. والسلام كالصلاة وأهون. 🔴 المثال الثاني: حلق شعر الرأس في غير النسك على وجه التدين أبرز شعار للخوارج، كما قال النبي ﷺ: <سِيماهُمُ التَّحْلِيقُ> خ٧٥٦٢، م١٠٦٤. مسألة: ما حكم حلق شعر الرأس في غير النسك، ولغير حاجة، وليس على وجه التقرب والتدين؟ ١) مباح، (الحنفية والشافعي). ٢) تركه أفضل، (أحمد). ٣) مكروه، (مالك وأحمد)، لأنه شعار الخوارج. والقول فيه كالقول في الصلاة على غير الأنبياء. ⛔️ وأبرز الشعارات السياسية في هذا الزمان هي الأعلام التي تُرفع للدلالة عليهم. 🌎 حكم التشبه بالمبتدعة: التشبه بالمبتدعة نسبي، والقول فيه كالقول في التشبه بالكفار، فإن بعض المبتدعة عندهم من البدع في الاعتقاد ما هو كقول النصارى في عيسى ﷺ، وبعض أهل السنة تأثروا في محيطهم، وقرروا بعض جزئيات عقيدة أهل البدع على أنه عقيدة أهل السنة، ومن ذلك أن الأولياء أفضل من الأنبياء، وأنهم يتلقون من اللوح المحفوظ دون جبريل! وعلم الغيب من خصائص الله، لم يطلع عليه ملك مقرّب، ولا نبي مرسل. ومن ذلك من يريد إقامة الخلافة في هذا الزمان، فسلك مسلك الخوارج في تكفير من خالفهم.

14)🧿التشبه بالظلمة: النوع الثاني من التشبه المذموم التشبه بالطغاة الظالمين، والجبّارين المجرمين، ولو لم يقصد التشبه بهم، فقد قال ﷺ: {لا يزَالُ الرَّجُلُ يَذْهَبُ بِنفْسِهِ حَتَّى يُكْتَبَ في الجَبَّارينَ، فَيُصِيبُهُ مَا أَصابَهمْ} ت٢٠٠٠. والجبارون المتكبرون يحشرون على هيئة الذر، وهم أهل النار،  والتشبه بهم مذموم، ومن الموضات المنتشرة في الخليج أن يُقال عن السلعة: "ملكية" لترويجها ورفع ثمنها! ⛔️ وكره الإمام أحمد لباس السواد لأنه يروّع المسلمين، وأمر بحرقه، قال ابن تيمية: وهذا لأنه لباس الولاة والأمراء مع ما كانوا فيه من الظلم والكبرياء وإخافة الناس وترويعهم، ولم يكن يلبسه إلا أعوان السلطان... وفي معنى هذا كل شعار وعلامة يدخل بها المرء في زمرة من تكره طريقته. عمدة الفقه٣٩٦/٢. ❌ ولست أتحدث عن الدخول عليهم، والتكلف في طلب مرضاتهم، وإخباره بالرخص، وبما يوافق هواه، فهذا لا علاقة له بالتشبه، وإن كان أخطر منه، بل ضياع الدين بذلك، وكتب العلماء فيه قديماً وحديثاً، ويكفي العاقل قوله تعالى: «وَلَا تَرْكَنُوٓاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ»، وقوله ﷺ: {من أتى أبواب السلطان افتتن، وما ازداد أحد من السلطان قربا، إلا ازداد من الله بعدا} حم٨٨٣٦، د٢٨٦٠.

13)🧿أنواع التشبه المذموم: التشبه المذموم هو الذي يخرج الإنسان المسلم من خلقته وفطرته وعبوديته إلى ما يضادها، وهو نوعان: الأول: التشبه بالمذمومين، وأولهم الشيطان، كما قالﷺ: (إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ) م٢٠٢٠. والشيطان هو العدو الأول، والواجب أن يكون كذلك، كما قال تعالى: «إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ»، وإنما يكثر التنبيه في الأدلة على ما هو مظنة الفعل، ولذلك كثُر التحذير من التشبه بالكفار وموالاتهم، أما التشبه بالشيطان، فلا يكاد يحدث ممن له عقل. الثاني: التشبه بخصائص الخالق أو بالمحمودين من الخلق مما لم يشرع له: أما التشبه ببعض خصائص الخالق كما في الحديث القدسي: (الكبرياءُ ردائي، والعظمةُ إزاري، فمَن نازعَني واحدًا منهُما ، قذفتُهُ في النَّارِ) م٢٦٢٠، د٤٠٩٠. 🔴 والسبب أنه أراد لنفسه بعض خصائص الخالق، ففسق عن أمر ربه، وخرج من طاعته، فكان هذا العذاب له، ولو لم يتكلم بذلك، وإنما ظهر منه ما يدلّ عليه، كما قال ﷺ: <بيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي في حُلَّةٍ، تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ، مُرَجِّلٌ جُمَّتَهُ، إِذْ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ، فَهو يَتَجَلْجَلُ إلى يَومِ القِيَامَةِ > خ٥٧٨٩، م٢٠٨٨، وما لم يكن من خصائص الخالق، وهو من الكمال في حق الإنسان، فالتشبه به محمود. 🔴 ومن التشبه المذموم التشبه بالملائكة لمخالفته لخلقة الإنسان وقدرته واستطاعته، فإن الله وصفهم بقوله: «يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ»، وقوله: «يُسَبِّحُونَ لَهُۥ بِٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْـَٔمُونَ». ولذلك نهى ﷺ عن ذلك، ففي الصحيحين:<جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إلى بُيُوتِ أزْوَاجِ النَّبيِّ يَسْأَلُونَ عن عِبَادَةِ النَّبيِّ ﷺ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقالوا: وأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبيِّ ﷺ؟ قدْ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ وما تَأَخَّرَ، قالَ أحَدُهُمْ: أمَّا أنَا فإنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أبَدًا، وقالَ آخَرُ: أنَا أصُومُ الدَّهْرَ ولَا أُفْطِرُ، وقالَ آخَرُ: أنَا أعْتَزِلُ النِّسَاءَ فلا أتَزَوَّجُ أبَدًا، فَجَاءَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ إليهِم، فَقالَ: أنْتُمُ الَّذِينَ قُلتُمْ كَذَا وكَذَا؟! أَمَا واللَّهِ إنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وأَتْقَاكُمْ له، لَكِنِّي أصُومُ وأُفْطِرُ، وأُصَلِّي وأَرْقُدُ، وأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليسَ مِنِّي> خ٥٠٦٣، م١٤٠١. ومن ذلك أنه ﷺ {نهَى عنِ التَّبتُّلِ} ت١٠٨٢، وأصله في الصحيحين: خ٥٠٧٣، م١٤٠٢. 🔴 ولشدة مخالفتها للفطرة وبشاعتها لا تُذكر في أنواع التشبه، وهذه أهم أنواع التشبه التي ورد النهي عنها: ١) التشبه بأهل الكفر. ٢) التشبه بأهل الظلم. ٣) التشبه بأهل البدع. ٤) تشبه الرجال بالنساء، والعكس. ٥) التشبه بالحيوان. ٦) التشبه بالأعراب. ٧) التشبه بالأعاجم. وقد انتهى الحديث على النوع الأول، وسيأتي الحديث عن سائرها.