«..طمأنينة.. »

اللهُ سبحانه وحده ، هو القادر أن يجيرك، ويحفظك، و يمنَع عنْك الشرور والآفات  ويدفع عنك الأضرار والبليّات، ويُعافِيك من ڪلِ سوء، لأن بيده ملڪُوت ڪل شيء، ومن أجارهُ الله فهو في حمى منيع، وحصن حصين، لا يستطيع ڪائن أن يصل إليه بأذى ولو اجتمع عليه من بأقطارها.

أنسيت عهدكَ مع الله مرةً ثانية؟ اتبعت الهوى ونسيت أن الله ينظرُ إليك وأنهُ شاهدٌ عليك ، ڪيف لكَ أن تعصيه؟ وأنت تعلم أنه يراك وأن معصيتكَ ستُڪتب في ڪتابك ماذا ستقولُ لله عندما يسألك؟ لماذا جعلتني أهونُ النّاظرين إليك؟ إنَّ العَهد ڪان مسؤولاً وأنتَ تعلمُ أنك ستموت متى تريح نفسك من تأنيب الضمير.

في خلوتك لا يغرَّنَّك صمتُ أعضائـك، فـإنّ لهـا.   يـومـاً تتكلم فيه، ومن أصدق من اللّه تعالى   بقوله:﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ.﴾ ليس بين الرجلِ وبين ما يُوصَلُ إليه من خِزيٍ في هاتفه الذكيِّ إلا جدار مراقبة الله سبحانه فمن هدم الجدار فقد تجرَّأ، وما أقبح الجرأة             على الله جل جلاله. لاتكن ولياً لله في الظاهر وعدواً له في الباطن، فذنوب الخلوة تُمِيت القلب، والذي مات قلبه لا يخشع، ولا المواعظ فيه تنفع، وإذا تُلِيت عليه    آيات ربه أصرَّ مستكبراً كأن لم يسمع.!

هاذ نصيحه لي وللجميع اتبع أي سيئة بحسنة تمحو السيئة بذكر صدقة قراءة آية أي حسنة قال شعبة: كنت إذا أردت الخروج، قلت للحكم: ألك حاجة؟ فقال: أوصيك بما أوصى به النبي -صلى الله عليه وسلم- معاذ بن جبل: ”اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن“.

عندما عَادَ الهُدهد مِن  سَبَأ لم يَتَحَدَّث عَن تَطَورهم ولا عَن ما بَلَغُوهُ مِنِ ازدهار مدينتهم. بل قال مُستَنكِراً مُتَعَجِّباً : " وَجَدتُّها وقومها يَسجُدُونَ للشمس مِن دُونِ اللّٰه ". بعض البشر اليوم إذا عاد مِن بلاد الغرب عَادَ مُسَبِّحاً بحمدهم بُكرَةً وأَصِيلاً يَرَى فيهم الكمال بل ويسُب وطنه وَيَتَنَكّر لقومه. ‌‌‏عناية الهُدهد بِالتَّوحِيد أعظم مِنْ عناية كثيرٍ مِنَ المسلمين اليوم !!

نصيحة : لا تغفلوا عن الاستماع للتلاوات القرآنية ففيها من الخير الڪثير و الأجور العظيمة ما الله به عليم ..خصصوا ولو جزء يسير من وقتڪم للإنصات لڪلام الله سبحانه وتعالى و تدبره فهو أعظم ما تُستثمر فيه الأوقات . يقول ابن باز -رحمه الله - عن فضل سماع القرآن الڪريم: إذا استمعت للقراءة؛ فأنت مأجور، داخل في قوله تعالى: ‏﴿وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلڪم ترحمون﴾ فأنت على خير عظيم، والمستمع شريك للقارئ بڪل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها.