أنسَام.

"هب لي مُستراحًا أستقرُّ عنده، وموطنَ ثباتٍ لا يُعيدُني إلا إليكَ سبحانك، فلكَم سلكتُ دروبًا شتّى، ولم ألقَ هناءً بغيرِ الدربِ الذي ينتهي إليك."

"هب لي مُستراحًا أستقرُّ عنده، وموطنَ ثباتٍ لا يُعيدُني إلا إليكَ سبحانك، فلكَم سلكتُ دروبًا شتّى، ولم ألقَ هناءً بغيرِ الدربِ الذي ينتهي إليك."

يا ربّ.

يا ربّ استودعتك أهلي وأصحابي.

• لِمَن اعتادَ سماع خبرنا ومُشاهدة مُصابنا: عائلات كاملة مُسحت من السِّجلِ المَدني هُنا في مُخيَّم البريج، أكثر من 50 شهيدًا وعشرات الإصابات ومُعظمهم ما زالوا تحت الأنقاض لم يستطيعوا انتِشالهم أو الوصول إليهم، وقذائفُ المِدفعيّة استهدفت عددًا من البيوت. هذه المَجازر والاستِهدافات لم تبدأ من اليوم، هذا ما نعيشه من 347 يومًا.

_

لا حول ولا قوّة إلا بالله😞. الله يرحمهم ويتقبّلهم.

اليوم صباحًا وصل الصاروخ اليمني الباليستي إلى تل أبيب ولم يتمّ إسقاطه، قبل فترة قصيرة الطائرة اليمانيّة المُسيّرة "يافا" ضربت في قلب إسرائيل الاقتصادي والحيوي، يبدو الأمر جميلا ولكنّه أكثر من ذلك بكثير، والدكتور خالد عودة الله في محاضرته "الرحلة اليمانيّة إلى الديار اليافيّة" يحاول تبيين ما تعنيه هذه الضربات، الضربات التي معناها يتجاوز عدد الإصابات أو عدد الصواريخ المطلقة، بل إنّ هذه الالكترونيات التي قطعت أكثر من ٢٠٠٠ كيلو متر نُصرة لغزّة؛ ليست حدثًا طارئًا على الحالة اليمنيّة، وأمرها أكبر من كون اليمن تنتمي لمحور المقاومة وتُحرّكها إيران، اليمن لديها مخزون تاريخي من الحضور والشهامة والشجاعة يجعل قيامها بشيء مثل هذا أمر مفهوم بالنسبة لها، ولا ننسى الموضع الاستراتيجي لليمن الذي يستطيع أن يُعطّل بشكل كامل جزء كبيرة من تجارة العالم أجمع، وبعد هذا يأتي التطور التكنولوجي الجديد الذي يُربك الحسابات في الشرق الأوسط كون هذا الكيان هو في أصله مغامرة تكنولوجيّة، وتحدّيه أو الاقتراب منه في هذه المساحة شيء لا يحتمله، وإلى هُنا كنت أسمع وأتعلّم مثل هذه المعاني، ولكن فهمتها أكثر عندما سمعت نجل الشهيد إسماعيل هنيّة في بودكاست جديد يحكي أنّه كيف بعد ضرب طائرة يافا لتل أبيب؛ اتّصل بأبيه وأخبره أن يأخذ حذره، فإنّ الكيان لن يمرر هذا التطور الخطير في الاشتباك وسيقوم بتصفية كبيرة بعده؛ وقد كان، رحم الله الرجال، ونصر من نصره….

اللَّهمَّ صلِّ على قرَّة أعيُننا محمّد واحشرنا في زمرته، واجعلنا من أهل شفاعته، وأحيِنا على سُنّته وتوفّنا على ملَّته وأوردنا حوضه يا حيّ يا قيّوم إنَّكَ على كلِّ شيءٍ قدير.

أغبطُ كُلّ مَن ماتَ في سبيل الله وإليه ارتحل، ومن دُنيا الفناء وكدِّها وشقائها نفسُه العرجاء استقرَّت وارتاحت.