يَقِين 'ۦ

أتىٰ اللّيل، ولعلّك تجلس الآن وحدك! قلت أهمس لك أمرًا عَلّه يستقرّ بقلبك، ويكون لك المنطلق: أيّ أمر تُحبّه، أيّ مسارٍ تتمنّاه، أي فكرةٍ ترنو الوصول إليها، أيّ عادة أردت تحسينها، كلّها تنطلق من المِحراب، لن نبلغ الغايات دون حركات! وأوّل الحركات سجدات، ودمعات ودعوات، ونتاجها في ميدان العمل ثبات! وبعد الثبات إنبات. تعلم تمامًا أنّك تحتاج إلى اللّٰه وأنتَ المُبتَعِد، تعلم تمامًا أنّك اشتقت، ما زالت صِحّتك معك، ما زال يَمُدّك بالنِّعَم، فَلِم تحبس نفسك بفكرةٍ بائسة! لِمَ تحمل روحًا يائسة، وهو الذي قال لنا "لَا تَقْنَطُوا"، لِمَ التأجيل ساعةً وهو الذي قال "فَإِنِّي قَرِيب" لِمَ انتظار الفرصة المناسبة وهو الذي قال "فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي"، والحركة بعد التّوفيق تبدأ من همّتك. إذا خَلَوتَ فانتقِل للسّماء ساعةً، أما كفاك تَعَلُّق الأرض! - أ.قصيّ العسيلي.

الكلام عن المقاطعة بيختفي تماما ظنا من الناس إن خلاص الكلام بقى مستهلك والناس بالفعل قاطعت وخلاص! الناس بتنسى أكتر ما بتتنفس، محتاج اللي يفكرهم كل شوية بضرورة المقاطعة. طبعا هم كبار والمفروض عارفين الصح من الغلط وكل نفس بما كسبت رهينة، لكنك بتتكلم علشان تنصر إخوانك ولو بأضعف الإيمان، كذلك إنت بتستقطب شريحة تانية ممكن متعرفش إيه اللي بيحصل وجاية متأخر فتنبههم وتعرفهم. أما اللي تناسى وعاش حياته؛ فالله يهديه. اعمل اللي عليك وذكر الناس، والسلام. لصاحبه

يارب ارزقنا قلب سليم واجعلنا من الصالحين.

لا تنسوا غزّة وفلسطين وأهلها لا تنسوا السودان وأهلها. لا تنسوا المسلمين المستضعفين في كل مكان.

ساعة إستجابة لا تغفلوا عنّا بدعواتكم)"

- لو رأيتَ رسول اللَّه ﷺ لأحبَبته، ولو جلست معه لأنست به، ولو سمعت حديثه لاشتقت له، ولو عاينت خلقه لفرحت به، ولو لازمته لأخذ سمعك وبصرك وكل حاسة تتصل بك.

بسم الله، يخبرنا رسول الله ﷺ أن يوم القيامة سيكون يوم جمعة: خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ؛ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُهْبِطَ، وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْهِ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ. والعلاقة بين ذلك والحث النبـوي على قراءة سورة الكهف كل جمعة علاقة ظاهرة، فسورة الكهف تنتشلك من الانغـماس في الدنيا لتقرع قلبك بأشـراط الساعة الكبرى، وتأخذ بيدك إلى ساحات يوم القيامة لتعايش مشـاهدها فتفيق من غفلتك وتراجع أحوالك وتعيد حساباتك. أما بدايات السورة فتذكرك بفتنة الدجـال العظيمة حيث أرشدك رسول الله ﷺ إلى أن حفظ أول عشر آيات منها عصـمة من الدجـال: مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّـالِ. ثم قبيل نهاية السورة قصة بناء السد الحاجز ليأجـوج ومأجـوج عن الخروج والإفسـاد في الأرض حتى يأذن الله بخروجهم فيسوي السد بالأرض= فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا. هذا السد الذي أخبرنا رسول الله ﷺ فزعًا أنه قد فُتح منه شيء، تقول أمنا زينب بنت جحش رضي الله عنها أنَّ النَّبيَّ ﷺ دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يقولُ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ! ويْلٌ لِلْعَرَبِ مِن شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ؛ فُتِحَ اليومَ مِن رَدْمِ يَأْجُـوجَ ومَأْجُـوجَ مِثْلُ هذِه، وحَلَّقَ بإصْبَعِهِ الإبْهَامِ والَّتي تَلِيهَا. قالَتْ أُمُّ المُؤْمِنِينَ زَيْنَبُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أَنَهْلِكُ وفينَا الصَّالِحُونَ؟ قالَ: نَعَمْ؛ إذَا كَثُرَ الخَبَثُ. هذا رسول الله ﷺ يفزع من فتحٍ في السد الحاجز ليأجـوج ومأجـوج، فماذا عنك؟ ألا تفزع وأنت أنت؟ ومع خواتيم السورة وتلاحق أشـراط الساعة تلقى نفسك فجأة في يوم القيامة ذاته، لحظة النفخ في الصور، وفي ساحة اجتماع الخلائق كلهم منذ خلق الله آدم= وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا. حيث تتوالى المشـاهد المرعـبة في الآيات الأخيرة= العرض، والحساب، والميزان، وجهـنم للكـافرين، والجنة للمـؤمنين. فتخرج من سورة الكهف وكأنك نسيت الدنيا التي طالما استحوذت على قلبك! وكأن الحياة بكل أفراحها وأحزانها تصاغرت في عينك! وكأنك تتعجب كيف انشغلت بالركض خلف زينة الحياة الدنيا، وغفلت عن الهم الأكبر الذي ينتظرك والطـامة الكبرى التي لم تعد لها العدة بعد! سورة الكهف إفاقة من الغفلة لتتجهز ليومٍ يجعل الولدان شيبًا، لذلك حثك رسول الله ﷺ على قراءتها كل جمعة حيث موعد قيام الساعة، فكن حريصًا على قراءتها اليوم وكل جمعة. وأكثر من الصلاة على رسول الله ﷺ الذي هدانا إلى صراط مستقيم. وصل اللهم وسلم على محمد وآله وصحبه. ميللي.

قليل من يعرف أن الصلاة الواحدة على النبي ﷺ ليست فقط تجلب صلاة الله ﷻ علينا عشر مرات، وإنما فيها غنائم أخرى تتحقق في نفس اللحظة: تحط عنك عشر خطايا.. وترفعك عشر درجات.. لا أتخيل لو أن امرءً صلى ١٠٠ مرة على النبي ﷺ، كيف يخرج من جلسته هذه؟ وأين تكون بعدها منزلته ودرجته عند ربه؟ وكيف لو زادت المائة فصارت ألفا...؟ وكيف بصحيفته ومنزلته لو التزم الصلاة عليه منذ الليلة إلى مغرب الغد..؟ وما أحوجنا في هذه الأيام إلى التخفف من الخطايا والتقرب إلى الله، عساه يقبل دعاءنا ويكشف ما بنا وبسائر بلاد المسلمين من ضر وكرب..؟ "من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً = صلَّى اللَّهُ عليهِ عشرَ صلواتٍ، وحُطَّت عنهُ عَشرُ خطيئاتٍ، ورُفِعَت لَهُ عشرُ درجاتٍ.." (صححه الألباني).. إن الله وملائكته يصلون على النبي.. يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.. #أسماءمحمدلبيب

«والله لقد أدركت أقواما كانت الدنيا أهون عليهم من التراب الذي تمشون عليه، ما يبالون، أشرقت الدنيا أم غربت، ذهبت إلى ذا أو ذهبت إلى ذا». -الحسن البصري