محمد سعد الأزهري

الفيديو المتداول بوجود فرقة موسيقيّة للتواشيح الدينيّة داخل أحد المساجد احتفالاً بالمولد النبويّ، يدلّ دلالة قاطعة على أنّ التصوّف المراد نشره في بلادنا ليس له أيّ علاقة بالأئمّة الأربعة المتبوعين، بل هو انحراف عن أقوالهم وفقههم الّذي يزعم هؤلاء أنّهم منتمون إليه، أمّا نبيّنا -صلّى اللّه عليه وسلّم- فهو بريء من ذلك، وموعدنا وموعدهم عند الحوض، لأنّ محبّة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- ليس لها معنى إلّا في اتّباعه، والإتباع هو الّذي يفرز المحبّ من المدّعي. https://t.me/mohamadalazhary

صحيفة الأعمال تنمو وتزداد بالنوايا الصادقة؛ فرُبَّ عملٍ صغير تعظِّمه النية، ولا تحقرِنَّ من المعروف شيئًا؛ فإن العبد لا يدري ما الذي يباعد بينه وبين النار؛ فامرأة بغيُّ غُفر لها لأنها سقت كلبًا عطشانًا! فيا صاحب الذنب.. إن رحمة الله أقرب إليك مما تتصور. فقط أحسِنْ إلى مولاك وتقرَّب إليه بالطاعات؛ فإنه يغفر الذنب الكبير بالعمل الذي تحسبه صغيرًا، وهذا من كرم الكبير المتعال.

أبناء الأصول إذا اختلفوا صانوا الجلسات الخاصة، وإذا افترقوا صانوا الأسرار، وإذا نزلت بأحدهم نازلة كان أول الواقفين على الباب. https://t.me/mohamadalazhary

قد ينالك يوماً سوط من غير جلّاد، أو إظهار لعيب لا يعرفه إلّا القرين من الأصدقاء، أو تلويح بالتهديد لأجل اختلاف، أو وجه عبوس من عين زميل كان يغشاك دون استئذان، حينها ستشعر بالمرار، وبألم السوط الّذي أتى من غير الاتّجاه، وبقذارة اللحم الّذي يلوح بين الأسنان، وبدناءة الحديث عن شيء لا يعيب الإنسان، ولكنّ المفتون تلعب به الشياطين حتّى تسمّي الحقد حرارة الإيمان، فحينها تنتظر يوماً نمضي فيه إلى الديان. https://t.me/mohamadalazhary

أيها الموجوع صبراً.

المتديِّن بحق ليس متطفلاً، لا يتدخل فيما لا يعنيه، ولا يسأل عن شيء مستور، ولا يبحث عما وراء السطور، ولا ينظر من الثقوب، بل هو شخص يسعى لستر من يعرف ومن لا يعرف، فعينه وأذنه وفمه لهم مسار صالح لا ينحرف عن المقصود. وليس معنى هذا أنه لا ينصح غيره عند وجود المقتضى، فترك النصيحة الواجبة عيب شديد في المتديِّن كعيب المتطفل، ولكن للنصيحة آداب وأسلوب ووقت، فإذا جمع المتديِّن بين النصيحة وعدم التطفل "التجسس - السؤال عما لا يعنيه- تتبع الأخبار - ابداء الرأي دون فقه أو علم…. الخ" فإنه حينها يكون مسلماً متبعاً لسير الأنبياء والصالحين، وهذا هو المطلوب.

عندما يغفل المؤمن، فإنّه ينظر إلى دنيا شعوب الغرب، ويرى سهولتها وجمالها ونضارة أهلها واخضرار أرضها، وكثرة إنتاجها، وانضباط منظوماتها، والتقدّم التقنيّ والمعلوماتيّ، وسهولة كلّ شيء دون التقيّد بحلال أو حرام، لا يوجد حرمة للربا ولا للزنا ولا لشرب الخمر ولا لأكل لحم الخنزير، ولا يوجد أيّ عبء قد تراه من كونك شاذّاً أو متحوّلاً أو لك علاقة بحيوان أو جماد! فيتمتّع الغافل أن يحيا هذه الحياة بدون كلّ هذه التكاليف، وينسى أنّ هؤلاء قوم عجّلت لهم طيّباتهم في الحياة الدنيا كما في حديث عمر رضي اللّه عنه: رفعت بصري في بيته -أي النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم- فو اللّه ما رأيت شيئاً يردّ البصر غير أهبة ثلاث فقلت: ادع اللّه أن يوسّع على أمّتك، فإنّ فارس والروم، وسّع عليهم وأعطوا الدنيا وهم لا يعبدون اللّه، وكان متّكئاً فجلس فقال: أو في شكّ أنت يا ابن الخطاب!! أولئك قوم عجّلت لهم طيّباتهم في الحياة الدنيا" https://t.me/mohamadalazhary

عندما تُهان عند من يدّعي حبّك، ويكون ردّ فعله باهتاً، فهو لم يحبّك أو حبّه مشكوك فيه. محمد سعد الأزهري https://t.me/mohamadalazhary

بث مباشر الآن هنا https://t.me/usraaman?livestream=aafa446fc0a63f9ec3

بين الكلب والإنسان! الإنسان لا يعرف بأصالة معدنه إلّا إذا قال الخبير أنّ هذا معدن حقيقيّ، وإلّا فكثير من الخلق يحكمون على المعادن بمجرّد لونها أو لمعانها أو لوجود صفة واحدة من صفات المعدن الأصيل فيها. ومن هذا المنطلق قد يحتفي بعض الناس باقتناء كلب في بيته، والتعامل معه برقيّ وحنان، فيبادله الكلب حناناً ووفاء قد لا يرى مثله في بنو الإنسان، فيظنّ هذا الشخص "الّذي لا يعرف حقيقة الإنسان" أنّ الكلب أفضل من الإنسان؛ لأنّ صفاته أعلى من الإنسان! وهو لا يدري أنّه وكأنّه يقول إنّ هذا الكلب أفضل منّي، لذا فأنا ألاعبه وألاطفه وأخرج معه، وأقضي جزءاً كبيراً من حياتي معه، ويظنّ هذا الإنسان أنّه بهذا الصنيع قد ارتقى في الإنسانيّة درجات، وأنّ الّذين يضعون الكلب الوفيّ في درجة أدنى فلا إنسانيّة عندهم، ولا قلب، بل ولا عقل! ثمّ يستلهم من حياته مواقف شتّى من أفعال خسيسة ومواقف خبيثة قام بها بعض بنو الإنسان معه، ويستدلّ بها على حقارة الإنسان ووفاء الحيوان! حتّى ضرر الحيوان المادّيّ يبيّن لك عدم خطورته، مقابل الضرر الشنيع الّذي يسبّبه لك الإنسان، فيبيّن أنّ ضرر الكلب المادّيّ له علاج "مصلّ ونحوه" أمّا ضرر الإنسان، فشروخ في القلب وكسور في العلاقات، وبرود في المشاعر … الخ الخ، ولذا ففي النهاية سيصبح الكلب صديقه والإنسان لتمشية الحال! وكما رأيتم في هذا العرض عدّة مغالطات منطقيّة، يتمّ تضخيمها ووضعها في مسار يؤيّد معانيها يوماً بعد آخر، فتزداد القناعات وتختفي المعارضات، وتلتوي الحقائق أمام سيل من المشاعر المرهفة "الكلبيّة" والخيانات الإنسانيّة المتكرّرة! فعند هؤلاء يجعلون الإنسان "والّذي هو منهم" شرّ الشرور، أو درجة أدنى في العلاقات، أو بينه وبين الكلب مساواة، وهناك احتمال أن يكون الكلب أغلى من المعارف وأدنى قليلاً من الأصدقاء! ثمّ تأتي ظاهرة الانتقاء من الدين، وشرعنة المفاهيم، والتطبيع مع الكلب وغيره، باختيار الأحاديث الّتي تمثّل قمّة التعاطي مع الكلب كحيوان ووضعها في المساق السابق، فيقولون لك: دخلت امرأة "عابثة بعرضها، وتعيش حياة بنات الليل" الجنّة؛ لأنّها سقت كلباً، وهناك فتوى استلّت من أعماق كتب الفقه، باختيار قول بعيد، ونسبته إلى العديد، بجواز الاقتناء والتربية وغيرها، وبالتّالي توافق الدين مع الكلبيّة ثمّ مع الإنسانيّة، فصرنا سويّاً في بيت واحد، وعيشة واحدة، وصداقة يندر أن تجدها بين الناس! أمّا قوله تعالى "ولقد كرّمنا بني آدم" أو حديث "من اتّخذ كلباً إلّا كلب ماشية أو صيد أو زرع انتقص من أجره كلّ يوم قيراط" أو حديث "إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم، فليرقه ثمّ ليغسله سبع مرّات" أو اختيار جمهور العلماء على نجاسة الكلب بجميع أجزائه، فكلّ ذلك لا يلتفتون إليه، لأنّهم هم الخبراء، أمّا العليم الخبير، فسنؤوّل كلامه بنحو ما نرى، عملاً بالتوافق بين أفكار الإنسان وشريعة الرحمن. الفطرة عندما تتبدّل بكثرة الأفكار والتقليد الوارد من الغرب، تختلط بالهويّة، ثمّ بالوقت تصير الهويّة شيئاً غريباً مخالفاً للأعراف والأفهام المصطنعة لا الفطريّة، ومن ثمّ تذاب المفاهيم الصلبة عن طريق اختيار أسوأ شخصيّات الإنسان لجعلها مثالاً يحتكم إليه الّذين يحبّون الحيوان، فيكره هذا الإنسان العلاقات الإنسانيّة السويّة، ويستبدلها بنوع من الميوعة الّتي تؤدّي إلى تقبيل القلب من فمه والنوم معه في سرير واحد، وبذلك يتمّ السيطرة التامّة على خشونة الحيوان وما تبقّى من خشونة الرجال! واللّه أعلم. محمد سعد الأزهري https://t.me/mohamadalazhary