قناة | م. مريم أحمد سكاف

فَـ إنَّ العبد كلما أكْثر مِن ذِكر المحبوب، واستحضاره في قلبه، واستحضار محاسنه، ومعانيه، الجالبة لحبه تَضاعف حُبه له، وتزايد شوقه له - ابن القيِّم في جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على سيد الأنام

هذه ليلةٌ ونيسة.. يمر بك الأسبوع تعبًا وفرحًا، وتتجاذبك الأيام، والحمدلله أن نهاية الأسبوع نجاة، وقد استحبت الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ويوم الجمعة طهارة لقلبك، وتقوية لنفسك من الهم والذنب، وشحن لقلبك، وحياتك بالبركات والمكرمات والفتوحات اللهم صلِ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

هذا طلب إحدى الأخوات ادعوا لأخيكم بالرحمة ونعيم القبر واستغفروا له ولموتى المسلمين ولأهله بالصبر والسلوان والسكينة والبشارات في المنام وسلوا الله أن يسخر لكم من يبركم في الدنيا والآخرة

إن جئتك الآن فقلت لك: تعمل العمل الصالح أنت وأنا آخذ أجره وثوابه وإن لم أجد عندك عملاً صالحًا أرمي عليك ذنوبي أتخلص منها بك العمل الصالح الذي تعمله = مشقة التكليف، التضحية ببعض راحتك وحظك من الدنيا، جهادك لنفسك وللشيطان وللمغريات والشهوات وووو ذنوب غيرك = ما اقترفه من ظلم لنفسه وحارب به الله تعالى وأمره وأنت لا ناقة لك ولا جمل فلم يأخذ أحد أجرك أو يرمي سيئاته عليك! لأنك تغتابه يا صاحب الكيس المثقوب يا مَن سخرك الله لتعمل لغيرك أفق من سكرتك!

يا عبدالله.. أيمر يومك دون أن تمر على كلام الله تعالى؛ فتتعاهده ولو بالجريان حدرًا على لسانك، وتأنس به تمعنًا وتصبرا وتستشفي به قبل أن يبلغ جرحك المدى يا عبدالله اتقِ الله في نفسك المتألمة، واجمعها بشفائها يا عبدالله اتقِ الله في نفسك التي تجوز طريقًا مظلمًا واجمعها بنورها، وهداها يا عبدالله إن لنفسك عليك حقا وبالقرآن تؤتها فرحها وبشراها.

السلام عليك.. أعلم أن هذا البلاء قد طال، لكنه خير وعافية ونفع في الدنيا والآخرة؛ فَـ سل الله البصيرة والحكمة لتصبر، وحاول أن تصبِّر نفسك، وتتصبر وأبشر إن شاء الله تعالى ووفق انظر للسماء نظرة المتأمل في قدرة الله تعالى، وعظمته، للقمر، للنجوم، للشمس، للعصافير ركِّز على الهدف الأساسي الذي قد تكون غفلت عنه من الماجريات، لا بأس بجلسة مع نفسك مع مشروبٍ دافئ تقنعها أنكما يجب أن تُركزا أن تجلسا هذه الجلسة في الجنة والكأس مزاجه تسنيم وخذها بالرقة والحقائق؛ أخبرها أن لا شيء ينفعها سوى أمر الله تعالى، ورضاه وأن الناس والهوى وتمردها، والشيطان بقرونه كلها مهلكات ورحمة الله واسعة ولا تترك الدعاء، والحوقلة، والاستغفار والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحمد والشكر.

السلام عليك.. هذه الدنيا كلها أيام قليلة، وبضاعةٌ زائلة؛ فلا تجعل شيئًا منها يفقدك يقينك، وإيمانك، ولا تحزن على فقدٍ فيها؛ فكله مخلوف بأفضل منه في الجنة إن شاء الله تعالى ووفق المهم أن تظل تعمل للجنة، وما دون ذلك هين بأمر الله تعالى لا تخف، ولا تحزن، ولا تأسى على ما فاتك، ولا تغتر بفرح من ظن أنه ملك شيئًا من الدنيا إنا لله يا فتى، وإليه سنرجع!

نقرأ سورة البقرة سويًا حتى لا يبعد بنا العهد عن الالتزام بها؟ يلا بسم الله عليكم افتحوا مصاحفكم.

عليك أن تتوكل على الله في بداية كل يوم، وتضع بحسبانك أنك يجب أن تجاهد نفسك لتفعل المفروض، وتحايلها لتفعل المستحب، وتصل معها لدرجة صفاء معينة لتفعل معالي الأمور كل يوم تستيقظ فيه عليك أن تعلم أن لديك صفقتين: واحدة أن تنتبه لمكر الشيطان، ومحايلات النفس، وفتن هذا الزمان فتتفاداها بقوة الله تعالى والثانية أنك يجب أن تكسب حليفك (نفسك والظروف المواتية) لصفك، فتجعله يفعل ما تشاء كيف تشاء، فلا يجد وقتًا لاتباع هواه، وتمرده المعتاد عليكَ أن تكون ذكيًا فطنًا؛ في اللحظة التي تظن أنك وقعت، وانتهيت = تجد نفسك بأمر الله تعالى قد بدأت بالركض نحو هدفك.

السلام عليك.. أعلم أنك تشعر بالسوء، لكنك بخير؛ فالمؤمن بخير دائمًا، تخرج روحه من بين جنبيه، وهو يحمد الله، فالحمدلله تدري قد يكون الخير في بعض التعب هنا، لترتاح هناك وهنا وهناك الجواز يكون بالصبر الحمدلله المنعم علينا بالراحة والسعد؛ أفلا نصبر على بعض الحزن الصبر ضياء، أنت بصبرك نجمٌ جميل، فَـ سل الله الصبر الجميل توكل على الله، ولا تنسى أن تهتم بنفسك.