السّيد محسن المُدَرسي

حين يُفصَل الدين عن الحياة (السياسية والإقتصادية والإجتماعية) تظهر سوءات البشر وإن حاولوا اخفائها خلف عشرات المنظمات الأممية ومئات الشعارات البرّاقة والآف الاصطلاحات والقوانين الأخّاذة. حينَ يُفصَل الدين عن الحياة يُظهر الإنسان (العَلماني /الليبرالي) نفسه بأقبح صورة وأبشع منظر: يقتل..يفتك..يغدر..يفجُر دون رادعٍ او واعز، ودون أن ترمش لكل تلك المنظمات الأممية والعناوين البرّاقة رمشٌ لما يفعله. إذا أردت أن تعرف عاقبة التخلي عن الدين في الحياة والغاء الله سبحانه وأحكامه منها، فدعك عن الشعارات والمناظرات واللقاءات والتقارير و... وانظر الى ما يفعله الغرب وكلبه المسعور في المنطقة! تأمل في عاقبة أمرهم وكيف تعرّوا عن كل شعاراتهم وما روّجوه في إعلامهم في الواقع، وكيف تخلّوا عن الأخلاق والإنسانية، في قرارات حربهم وسلمهم! ما حدث بالأمس وهذا اليوم في #لبنان من غدرٍ وفتكٍ بالاف المدنيين، ليس جديداً على هذا العدو لأنه اعتاد الابادة الجماعية للابرياء _وإن اختلف أسلوبه_ الا أنه كاشفٌ للمرة المليون عن قُبح مخبر الانظمة الغربية. انظر الى وصف امير المؤمنين عليه السلام لمعاوية وكأنه يصفُ حكومات الغرب وعاقبة امرها بقوله عليه السلام:

وَ اَللَّهِ مَا مُعَاوِيَةُ بِأَدْهَى مِنِّي وَ لَكِنَّهُ يَغْدِرُ وَ يَفْجُرُ وَ لَوْ لاَ كَرَاهِيَةُ اَلْغَدْرِ كُنْتُ مِنْ أَدْهَى اَلنَّاسِ وَ لَكِنْ كُلُّ غُدَرَةٍ فُجَرَةٌ وَ كُلُّ فُجَرَةٍ كُفَرَةٌ وَ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يُعْرَفُ بِهِ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ وَ اَللَّهِ مَا أُسْتَغْفَلُ بِالْمَكِيدَةِ وَ لاَ أُسْتَغْمَزُ بِالشَّدِيدَةِ.

 #واقع #فتأمل

الإرهاب، هو أن تستخدم العُنف وسيلةً لتخويف المجتمع، والضغط عليه لتعديل سلوكه بما يتناغم مع مصالح معينة بعد ذلك، هل هناك مصداقٌ لـ(الإرهابي) و(الإرهابيين) أوضح، من الكيان الغاصب، دولة قائمة بالارهاب، وعلى الارهاب.. طوال تاريخها. وهل هناك عملٌ ارهابي كتفجير الاف الاجهزة لايقاع اكبر عدد ممكن من الضحايا، ولأهداف سياسية ومصالح خاصة؟! بعد ذلك كُلِّه، يأتيك مُتَثَيقِفٌ ويكرر: (انتَ شايف واحد طلع من الملهى وفجَّر نفسه؟!) متناسياً ان قادة اسرائيل، وداعموه الغربيون هم خرّيجوا الملاهي والبارات! (تذكرتُ مقالاً عن الصورة النمطية عن الارهاب يمكن قراءته هنا) #طوفان_الأقصى

(1) من لم تُخِفْهُ حاملات الطائرات.. ولا الصواريخ الذكية والغبية ولا اغتيالات لن يُخِيفهُ انفجارُ بعض أجهزة الاتصال! (2) يوماً بعد يوم، ينكشف للعالم دَناءَة الكيان الهَش.. ويزداد كُلفَةِ بقائه.. وكلما زادت الكلفة تردَّد داعموه في مزيدٍ من الدعم وما كان لا يُسمع أصلا .. صار يُسمع هَمساً، فجهراً.. وسيأتي اليوم الذي سيكون هو الغالب.. وحين ينقطع ذلك الدعم سيسقط الكيان كسقوط أوراقِ الخريف، او يتفتت كتفتت غُدَّةٍ سرطانية. (3) الأعداء متوفِّقون علينا بالتقنيات.. لكن الفاصلة ليست كما يصوِّرون، وهي في تناقص. أما نحن فمتفِّوقون بالإرادة، والايمان، والعزم.. والفاصلة كبيرة جداً، وهي في تزايد. وما النصرُ إلا من عند الله العزيزِ الحكيم. #تعليقات #طوفان_الأقصى

عادوا لصناعة مزيَّفٍ آخر وأعيد الكتابة والبيان: أن الصناعة الرديئة، مقصودة! لأن الهدف ليس اهل الوعي حتى يتم استغباؤهم، بل الهدف أقل الناس وعياً والذي يتأثر بكل كلمة.. ولله في خلقه شؤون!

انفعالٌ أو فعل؟! ناقشتني / وناقشني مفصَّلا عن تعديلات قانون الأحوال الشخصية، مبيِّناً تفاصيل دقيقة ومهمة.. بين مؤيِّدٍ ومخالف. فكتبت اليه: يسرّني جداً، هذا الاهتمام المتزايد بأمرٍ عام، يرتبط بمستقبل العراق، وحال شعبه.. فأن يصل المجتمع، ويصل شبابنا الى وعيٍ يجعلهم يصرفون أوقاتهم في هذا المجال، ويمارسون حقَّهم وواجبهم في نظامٍ ديمقراطي، فكل انسان قيِّمٌ على واقعه مسؤول عنه.. ذلك أمرٌ رائع ومفرح. فأقول لك: أحسنت! ولكن يبقى هناك هاجس عندي وسؤال ضروري: هل ان الاهتمام بهذا القانون، نبع من وجود اهتمام عام بالقوانين والتشريعات، فهو أمرٌ مطردٌ ثابت.. أي أننا مهتمون بكل التشريعات المطروحة على الطاولة.. وهذا جزء منها؟ أم كان لهذا القانون فقط؟ فاذا كان الجواب: كلها فهذا أمرٌ جيد، ويؤدي الى ارتياحٍ كبير. إما .. اذا كان الجواب: لا.. فهذا اشكالٌ بل طامَّة.. لأنه حينئذ الاهتمام بهذا القانون، وبهذا القدر، لا يكون بسبب حس المسؤولية، ولا أداء الواجب، وممارسة الحق، بل لأن هناك من (قرَّر) لك، أن تهتم وتتفاعل معه، فجعله – عبر أدواته السياسية والإعلامية- مادةً إعلامية، و(ترند) وموضوع نقاش! أي.. أن الاهتمام، وكل هذه الأسئلة، انما هو (انفعالٌ) لا (فعل).. وما كان انفعالاً لا يقرِّره الانسان، لا يمكن أن يكون امراً طبيعياً. فاذا كان تفاعلنا مع القضايا، ومشاريع القوانين، بمقدار ما يقرِّره الاخرون لنا، من أصحاب الرساميل والمشاريع المشبوهة، المتحكمون بالاعلام.. فلا يكون قراراتهم الا بما تخدم مصالحهم، ولا يكون توجيههم الا بما يتناقض مع مصالح المجتمع، وسيكثر حينئذ التشويش والكذب - كما رأينا- وستضيع الحقيقة في وسط كلام الجُهّال. وإلا فأين الاهتمام بقانون (العفو العام) سيئ الذكر؟ وأين الاهتمام بتشريعات قوانين أريد منها تدمير الأسرة والطفولة؟ فأخي/ اختي .. كُن فاعلاً لا مُنفَعِلاً واذا وجدت نفسك قد أخطأت – او استعجلت- او انجرفت هذه المرَّة فاحرص على أن لا يتكرر عندك. #تأملات

تعليق: إنَّ الدعوة إلى (لا تنظر إلى من قال..) لابد أن تُجمَعْ مع الدعوة إلى اجتناب الطاغوت، واجتناب الاستماعِ إلى كُلِّ ناطق ينطق عن الشيطان، والامتناعِ الى الجلوس عند كُلِّ داعٍ مدع فهي دعوة لاحتكام العقل، لكن بعد تنقية أدواتِ التشويش والابتعاد عنها. والا فهي تنطبق حتى إلى الاستماع إلى الشيطان نفسه! وذاك أمر بيِّن البطلان. #تأملات

(1) مُثير للسخرية.. أن التيارات اللادينية تربط في كل مناسبةٍ ممكنة، ومنذ عشرين عاماً، بين عدم تقدمنا وبين الدين وقوانينه.. ولكنها وفي تغيير بسيط لقانونٍ جانبي يرتبط بالأحوال الشخصية، ينادون ببقاء الدولة مدنية! (2) في الموقف المتطرِّف الذي شاهدناه من المناهضين للدين، تجاه تعديل قانون الأحوال الشخصية، ووعدهم ووعيدهم.. تذكَّرت حادثة في تونس العام الماضي، حيث احتفى معلِّمٌ ببلوغ السن الشرعي لفتاةٍ ولُبسِها للحجاب، وبطلبٍ من أسرتها في داخل المدرسة.. فقامت القيامة عليه، وشنَّت حملة منظمة للمطالبة بطرده من العمل، وكانت المطالبات باسم (التحالف من اجل الحفاظ على مدنية الدولة)! وما أظهروه في باقي البلدان، أضمروه في بلادنا، ولكنها ظاهرة في فلتات لسانهم وقسمات وجوههم، والكناية أبلغ من التصريح. ولكن ليعلموا أنَّ العراق، ليس تونس، ولا مصر، ولا الأردن.. ولن يكون. لا في مواقفه السياسية مطبِّعاً خانِعا.. ولا في قوانينه وأنظمته وثقافة أهله.. والثاني يحدِّد الأول، فافهم واغتنم. #تعليقات