قناة || أبي عائشة سامي هوايري

من رسالة وهابيون متصوفون.

ترجمة الرجل وشيء من وصاياه وهيئة جلوسه قي مجلسه:

كنت قد سجلت مجلسا في التعليق على رسالة بعنوان: "وهابيون متصوفون" للوهابي السابق، الليبرالي الحالي، منصور النقيدان. [https://t.me/Abu_Aisha1/2334?single] الرسالة كان يتكلم فيها عن جماعة إخوان بريدة وهي جماعة من الزهاد الذين تربوا على العقيدة السلفية وانصرفت همتهم لطلب العلم والعبادة، فصار فيهم أمثال الشيخ محمد العليط! وفي أخبار هذا الرجل عجائب. وقد توفي قبل أيام الشيخ محمد رحمه الله وهذا مقطع له نُشر سابقا، وأسفل هذا المنشور سيكون هناك بعض أخبار الرجل👇

أحث الإخوة المصريين في ظل ترند شيخ الطريقة التجانية أن يستغلوا الأمر ويُكثروا من نشر هذا الكتاب اللطيف الذي يحكي فيه الشيخ تقي الدين الهلالي كيف أنه دخل في هذه الطريقة ويحكي خفاياها وكيف أنه تاب منها ويدعو غيره من مريديها للتوبة! وقد ‏أمر الشيخ عبد العزيز بن باز، رحمه اللّٰه بطبع عشرة آلاف نسخة من الكتاب.👇

هذه صورة من صور العلمنة، وهي قتل كل استعلاء على أساس عقدي ديني. وجعل الدِّين أمرا مرتبطا بالآخرة فقط أما في الدنيا فلا تفاضل على أساسه. مع ذلك فإن هذا الخطاب لا يصلح إلا لتدجين المسلمين؛ فالنصارى لا يؤمنون بالنبي محمد ﷺ من أساسه فهم يرون أنفسهم قطعا أفضل وقد جعلوا نبيهم إلها يُعبد. واليهود لا يؤمنون لا بالمسيح ولا بالنبي محمد ﷺ وأحسنهم حالا من يقول أن محمدا ﷺ هو نبي مخصوص للعرب فقط. ومن وجوه عدم صلاحية هذا الخطاب أيضا أن ما يسميه رسالات قد حُرِّفت كلية وبُدِّلت فلا بقاء لها على أرض الواقع حتى تُوضع في مفاضلة مع دين الإسلام ويُقرر أنه لا يُفضَّل أحدها الآخر. وكيف لا يُفضَّل عليها دين الإسلام وهو ناسخها ونبي الإسلام ﷺ يقول: ”والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة: يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يُؤمن بالذي أُرْسِلْتُ به إلَّا كان من أهل النار“؟ صارت موضة أن يتكلم كثير من المذهبية عن الشذوذات الفقهية للسلفية المعاصرة ويتمطَّق بجهلهم وتعالمهم، وعلى كل عيوب السلفية المعاصرة فإنها ما وصلت إلى هذا السفول والانحطاط الذي وصله رئيس أكبر صرح لدعاة التمذهب! فيبدو أن الواقع يحكي ”المذهبية قنطرة اللادينية“

هذا مقطع فيديو لبعض مشايخ ووجهاء عشائر وعائلات غزة، يجتمعون لوضع حد لظاهر سب اللّٰه تعالى! يعلم اللّٰه سبحانه كم أبهجني هذا المقطع وأفرحني حتى وجدت الدمع ينهمر من عيني دون أي انتباه.. هذه قضية كبيرة، كنت أحب أن يقف خلفها كثير من المتصدرين ويتكلموا عنها فليست هذه القضية بأدنى من أمر المقاطعة أو أي أمر آخر يُعين أهلنا هناك على النصر وتفريج كربتهم! واللّٰه المستعان! أسأل الله أن يجزي هذا الوفد ويبارك فيه وأن يُصدِّق قولهم فعلهم! والحمد للّٰه رب العالمين!

كلام وجب أن يُقال ٢! قد يعد كثير من الناس الحديث عن مثل هذا الأمر في هذا الوقت نوعا من الشماتة والتشفي -وكلٌ ينظر بعين طبعه- وفي الواقع أن القصد من هذا الكلام مراجعة النفس والصدق معها ووضع الصورة كما هي دون أي بهارات ولا تجميلات! كثير من الناس داخلهم اليأس وبعضهم قد أساء الظن باللّٰه سبحانه وتعالى من بعد ما رأينا ما مرَّ في هذه الحرب وما يحصل! وهذه عادة أبناء هذا الزمن = إساءة الظن باللّٰه عز وجل وبآياته وإحسان الظن بالناس! ولو أن صاحب التعليق يتكلم عن وجود عدة هؤلاء ممن يعمل لصالح قوات الاحتلال ويتجسس لصالح الاحتلال لقامت الدنيا وما قعدت! ولكن لأنهم ما صنعوا إلا التعدي على حق اللّٰه تعالى فالأمر هين ولا يستدعي أي تشنج! وقد ذكر ابن عبد البر وغيره رواية عن عمر رضي اللّٰه عنه وهي لا تصح إلا أن معناها قريب: ”وقد وفد على عمر بن الخطاب بفتح، فقال: متى لقيتم عدوكم؟ قالوا: أول النهار. قال: فمتى انهزموا؟ قالوا: آخر النهار، فقال: إناّ لله! وأقام الشرك للإيمان من أول النهار إلى آخره!! والله إن كان هذا إلاّ عن ذنب بعدي، أو أحدثته بعدكم“ تأمل هذا الكلام، مراجعة النفس ومحاسبتها، ولماذا تأخر النصر؟ أين العيب؟ لماذا صمد الشرك للإيمان كل هذه المدة؟ إحسان الظن باللّٰه تعالى وبعدله وإساءة الظن بالناس وبالنفس! وقد كان الناس يُحاصرون الحصن فإذا سبَّ أصحاب الحصن النبي ﷺ استبشروا بالفتح مع تغيُّظهم على من صنع ذلك! قال شيخ الإسلام: "ونظير هذا ما حدثناه أعداد من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة عما جربوه مرات متعددة في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا قالوا: كنا نحن نحصر الحصن أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنع علينا حتى نكاد نيأس منه حتى إذا تعرض أهله لسب رسول الله ﷺ والوقيعة في عرضه فعجلنا فتحه وتيسر ولم يكد يتأخر إلا يوما أو يومين أو نحو ذلك ثم يُفتح المكان عنوة ويكون فيهم ملحمة عظيمة قالوا: حتى إن كنا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه مع امتلاء القلوب غيظا عليهم بما قالوا فيه." فهل نستحضر أن سب اللّٰه أعظم؟ وأن متى سب منتسب للإسلام اللّٰه تعالى مرق من الإسلام وأُلحق بشرار أهل الشرك ثم بعد ذلك عمَّه وعمَّ من حوله العقاب؟ خاصة وأنه قد نُقل أنه إذا أنكر من أنكر سكتوا عن صاحب المنكر العظيم وذهبوا يلومون المُنْكِر له؟ أنهلك وفينا الصالحون؟ أول الحرب كان كثير من المتحمسين يكتب: هذا هو الصبر الذي لن تجده عند طلبة العلم ولن تجده في الكتب ولن تجده عند أصحاب العقيدة والأبحاث! وكتبت وقتها في التعليق على هذا الداء: [https://t.me/Abu_Aisha1/2262] هل نحن الآن أمام نتائج غياب الدرس العقدي وغياب الكتب وغياب طلبة العلم في فلسـ.طين؟ لو سألتني لقلت لك هذه هي الصورة الحقيقية للشعارات التي كان يتكلم بها الكثير من الحالمين! فكما أنك لا تعقل أن يكون هناك نصر بلا عدة ولا عتاد فكذلك لن تكون هناك عقيدة بلا كتب ولا درس عقدي ولا دعوة! وأيضا؛ الحديث عن كم من فئة قليلة هزمت فئة كثيرة، الحديث كان بعد أن امتُحنت الفئة الكثيرة بالنهر فشرب من شرب وعصى وصبر من صبر فكان جزءََا من الفئة القليلة. وانتبه أني أحدثك عن سب الرب سبحانه لا عن أي ذنب، فأين الشرب من سب الرب؟ أرجو من كثير من الحالمين أن يستدركوا ما فاتهم، أن يشتغلوا على هذا الأمر والتراجع عن الخطأ والتسرع ليس عيبا بل هو محض الحكمة (وما ازداد عبد بالعفو إلا عزا) وأسأل الله أن يُصلح حالنا وحال جميع المسلمين!