نُِثَار الشَّادي

وصلني اليوم ملخص هذا الكتاب الذي يقطع فيه مؤلفه الكريم بنفي نسبة كتاب «إعجاز القرآن» لأبي بكر بن الطيب الباقلاني. الكتاب - لا ريب - سيُحدِث رجَّة في الأوساط العلمية، تزداد عند المشتغلين بعلم البلاغة، وتتعاظم عند الباحثين في تراث الباقلاني ودارسيه. والكتاب - المكون من ٣٦٨ صفحة - أفاض مؤلفه في معالجة قضيته، وتقصَّاها من جوانبها المتعددة، وقال إنه يمكن إجمالها في أربعة محاور هي: - الشكوك الأولية. - دلالة نصوص الكتاب. - دلالة حضوره وغيابه عبر التاريخ. - دلالة المخطوطات. والمؤلف إذ ينفي نسبة «إعجاز القرآن» إلى الباقلاني فإنه عقد فصلين من كتابه لإثبات صحَّة نسبته إلى القاضي أبي بكر اللاسَكِي. ومما يجب ذكره هنا أن المؤلف قال إنه بلغه أن الشيخ محمود شاكر كان في مجالسه في أواخر حياته ينفي نسبة الكتاب إلى الباقلاني. وما توصل إليه مؤلف الكتاب وكذلك ما يمكن أن يُعترَض به عليه = إنما يكون بمعيار العلم وأصول البحث والتنقيب، ولا يُحسن ذلك كل أحد. نقلا عن الفاضل د ياسين عطية.

«الناس على طبقات ثلاث: - الطبقة العالية: وهم العلماء الأكابر، وهؤلاء يعرفون الحق والباطل، وإن اختلفوا لم ينشأ عن اختلافهم الفتن= لعلمهم بما عند بعضهم بعضا. - والطبقة السافلة: عامة على الفطرة لا يَنفرون عن الحق، وهم أتباع من يقتدون به، إن كان مُحِقًّا كانوا مثله، وإن كان مبطلا كانوا كذلك. - والطبقة المتوسطة: وهي منشأ الشر وأصل الفتن الناشئة في الدين، وهم الذين لم يُمعنوا في العلم حتى يرتقوا إلى رتبة الطبقة الأولى، ولا تركوا حتى يكونوا من أهل الطبقة السافلة، فإنهم إذا رأوا أحدًا من أهل الطبقة العليا يقول ما لا يعرفونه مما يخالف عقائدهم التي أوقعهم فيها القصور: فوَّقوا إليه سهام التقريع، ونَسبوه إلى كل قول شنيع، وغيَّروا فطَر أهل الطبقة السفلى عن قبول الحق بتمويهات باطلة، فعند ذلك تقوم الفتَن الدينية على ساق» علي بن قاسم حنش الصنعاني (ت: ١٢١٩هـ)

11 سبتمر أحد أبرز أحداث القرن الواحد والعشرين، وقد تشكلت سياسات العديد من الدول في العقدين الأول والثاني من القرن على إثره. أفضل محتوى مرئي حول أحداث 11 سبتمبر فيما أعلم هي هذه الحلقات من تقديم يسري فودة، وفيها مقابلات حصرية مع من خططوا. https://youtube.com/playlist?list=PLFRjnZG9ohaSIFbyA_GaQeORq5qWsLIE_&si=AmZV3KjQVOc4L1ey

"إخوتي العرب إن لم يكن لكم دين، فليكن فيكم غيرة ونخوة" .. وصية ماهر الجازي بطل عملية معبر #الكرامة

من حيث الأصل، التجاربُ كلها صالحة لتكون مادة للشعر إذا تناولتها ملكةٌ قويةٌ فأحسنتْ نقلها وتصويرها، ولكن واجب النقاد أيضا ألا يتعبّدوا للصناعة اللفظية وحدها يخرون عليها صما وعميانا؛ لأن من التجارب ما هو تافه، ومنها ما هو مَرَضيٌّ، ومنها ما هو كفر. من أخصِّ واجبات النقاد أن يأخذوا بأيدي المتأدبين الناشئين إلى أبواب الشعر الحقيقية التي يجد فيها القلبُ لذته ومتعته، وتجد فيها الروح زادها وغذاءها، الشعر الذي يوسع مدارك قارئه (وهو الإنسان أينما كان..) ويرهف أحاسيسه ويمدّه بذخيرة من الوعي بنفسه وبالحياة. أما ما عدا ذلك من الشعر المحدود في باعثه أو رؤيته فليس في شيء منه - مهما بلغت براعة قائله الفنية - ما يصلح أن ينفع الناس أو يمكث في الأرض.

ما يجري في غزة هذه الأيام على عامة الشعب هو ابتلاء عظيم شديد، فقد طال زمن الحرب وتراكمت الآلام وتضاعفت الجراح: "هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا" وإذا عرف المؤمن أنه يعيش في زمن الابتلاء فلا بد أن يقابله بالواجب الذي أمر الله به، وهو الصبر والتوكل والاستعانة بالله وحده، وهذا كان توجيه نبي الله موسى للمؤمنين معه في حال يشبه حال أهل غزة، وهو زمن تسلط فرعون وتقتيله الأطفال وقهره للأمة: "قال موسى لقومه استيعنوا بالله واصبروا" وكان موسى ﷺ يذكر قومه بأن الحال سيتغير لأن الأرض لله وليست لفرعون فيقول: "إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين" وقومه المؤمنون كانوا يتألمون من طول مدة البلاء فقالوا: "أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا" وهو يصبرهم ويقول: "عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض" وقد مضى الكثير من هذه الآلام -يا أهل غزة-وبقي القليل إن شاء الله، فصبر جميل يا أهل القرآن، وصبر جميل يا عباد الرحمن، وصبر جميل يا محل نظر الأمة، وصبر جميل كما صبر أولوا العزم من الرسل، وتذكروا صبر محمد ﷺ حين حوصر في الشعب وفي الغار وحين ضُرب وحين ألقي عليه وسخ الناقة وحين كُذِّب واتُّهم وأوذي، وحين فقد أصحابه وأهله. وتذكروا أن أجداد أعدائكم هؤلاء قد قتلوا أنبياء الله، فتخيلوا كرامة النبي على الله ثم يقتله هؤلاء القوم. أبشروا يا أهل غزة بالخير فإن ساعة الفرج قريبة بإذن الله، فاحفظوا أعمالكم واحفظوا صبركم وتماسكوا واثبتوا "والله مع الصابرين"

أسعد أوقات حياتك ناقصة غير مكتملة إن لم يكن لك خِلٌّ أو حبيبٌ تُشارِكه بها، ولهذا قال الشاعر: أعطِني كأسا وخذ كأسا لكَا فلذيذُ العيش أن نشتركا ومن نعيم أهل الجنة الزيارة واللقاء ورؤية الأحباب، فهذا نعيمٌ آخر مُضاعف، وبه تُدرَك أنواع النعيم الأخرى على الحقيقة ويُلتذّ بها. وعلى الضد من ذلك، كان من الإيغال في تعذيب أهل النار إشعارُ كل واحد من أهلها - على كثرتهم- أنه وحدَه المُعذَّب وأنه وحدَه المغضوب عليه" ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون" فهذا الاشتراك وذلك الاجتماع الذي كان من شأنه الإيناس والتخفيف والإبساس ليس بنافعٍ اليوم. وأشدّ ما يزيد درجة الحزن والألم هو الانفراد والوحدة والانغلاق على الذات، ولهذا قالت السيدة الخنساء في رثاء أخيها صخر: ولولا كثرةُ الباكين حولي على إخوانهم لقتلتُ نفسي فالمصائب يَجمعن المُصابين، وعِلم الإنسان بأنه ليس وحدَه المُبتلى وأن أمثاله في الناس كثير يُسرِّي عن قلبه ويُخفف ألمَه، رزَقَنا الله الأُنس وصرف عنا جميعا الوَحشة والأذى.