قناة | محمد خلف الله

المعونة الإلهية في النفقة الأسرية: ✓ ما مناسبة ختام آية الإنفاق بالوعد الإلهي بالتيسير كما في الآية: ﴿لِیُنفِقۡ ذُو سَعَةࣲ مِّن سَعَتِهِۦۖ وَمَن قُدِرَ عَلَیۡهِ رِزۡقُهُۥ فَلۡیُنفِقۡ مِمَّاۤ ءَاتَىٰهُ ٱللَّهُۚ لَا یُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا مَاۤ ءَاتَىٰهَاۚ سَیَجۡعَلُ ٱللَّهُ بَعۡدَ عُسۡرࣲ یُسۡرࣰا﴾ [الطلاق ٧] ؟ أي أن الناس إذا امتثلوا لأمر الله يجعل الله بعد عسر يسرا، فإذا ضاق على الإنسان فلينتظر الفرج من الله، وفي الحديث - إن صح - : (لا يغلب عسر يسرين)، وفي قوله تعالى: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [سورة الشرح: 5-6]، فالعسر جاء معرفاً كأنما هو عسر واحد؛ واليسر جاء نكرة كأنما هو متعدد، وإن مع العسر يسرا، وإن مع ذات العسر يسرا آخر. أيضًا في الآية في التفسير الإشاري أنه إذا أنفق الزوج مما رزقه الله مهما كان فالله - عز وجل - سييسر الله له ويعطيه، والنفقة على الأهل فيها ثواب عظيم فالإنسان يحتسب عند الله، بعيداً عن التبذير طبعًا، وقد جاء في الحديث في مسلم قال رسول الله صلَّى اللہ علیہ وسلم: ( أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله ، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله ، ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله)، قال أبو قلابة : وبدأ بالعيال ، ثم قال أبو قلابة : وأي رجل أعظم أجرا من رجل ينفق على عيال صغار ، يعفهم أو ينفعهم الله به ويغنيهم. أربعة دنانير واحد كفل به يتيم وكافل اليتيم معروف ثوابه، وواحد أطعم جائعاً في مسغبة معروف الثواب وواحد جهز به غازيًا جيش به جيشًا يُقاتل في سبيل الله الرابع أنفقه على زوجته، أعظمها أجرًا عند الله تعالى ما تجعله على زوجتك وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهنا تكلم العلماء لماذا أعظم أجرًا : عند الله؟ لأن هذا لا يقوم به إلا هو، فتجييش الجيش يمكن لكل الشعب أن يقوم به، واليتيم كذلك يمكن أن يقوم به غيره، مع أن الأجر عظيم لكن هناك من يقوم به غيره، أما إطعام أهله فمن يقوم به غيره؟! و(كفى بالمرء إثمًا أن يُضيع من يعول) كما قال النبي عليه الصلاة والسلام، فسبحان الله انظر إلى الإسلام: (إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس ، وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها حتى ما تجعل في في امرأتك)، فلذلك في الآية إشارة إلى أن الإنسان ما أنفق على أهله حتى مع العسر سيجعل له الله يسرا، ثم في الإنفاق عمومًا، كان من السلف مَنْ إذا كان ضاق عليه الحال واشتد عليه الأمر أي لم يتبقَّ معه إلا الأموال القليلة يذهب فينفقها في سبيل الله وينتظر وعد الله في هذه الآية: ﴿ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وعده ﴾ [سورة الروم: 6]، ﴿ سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرِ يُسْرًا ﴾ [سورة الطلاق : 7] #لطائف_التدبر

نناقش هذا الكتاب المختصر المفيد "السيرة النبوية دروس وعبر" لمؤلفه د.مصطفى سباعي الذي يشكل تغطية عامة لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ويستخرج منها الدروس والعبر. الكتاب مدخل لتشكيل تصور عام وسهل جداً وقليل الصفحات وبسيط اللغة يصلح لكل مسلم. وهذا هو المجلس الثاني: https://youtu.be/8QQ2I4pA9ss?si=3FJYR3yNcJxMnsMn

مثال نموذجي معاصر على العمل العميق Deep Work وهو شيخ المحققين العلامة بشار عواد معروف، الرجل الذي يعتبر مكتبة متحركة من كتب التراث الإسلامي الذي لازمه 60 سنة لا يعرف غيره. كان له محاضرة أنه يلتزم يومياً يكتابة ملزمة من 16 صفحة، لم ينقطع عن ديمومة هذا العمل لسنوات طوال، والنتيجة عشرات الكتب من التراث الإسلامي التي أخرجها إلى النور. بشار عواد مثال عصري لكيف يمكن أن يصنع منك العمل العميق التخصصي موسوعة في مجالك بدون تكلف منك. هنا يختبره المذيع عبدالله المديفر باختبار مباشر على الهواء عن صفحات من بعض مخطوطات التراث الإسلامي فيجيب عواد بكل طلاقة دون أي تكلف أو محاولة تذكر، فيذكر المؤلف وترجمة مختصرة عنه وفي أي طبقة وما هو الكتاب كأن هذه المخطوطات هم أهله وعشيرته. العمل الدؤوب يجعل العلم سجيّة في النفس. حفظه الله ورعاه.

أيها الزوج تأمل في قدرة الله عليك في التعامل مع زوجك: ✓ ما الحكمة في تذكير الله الزوج بأن ينفق مما آتاه الله كما في الآية: ﴿لِیُنفِقۡ ذُو سَعَةࣲ مِّن سَعَتِهِۦۖ وَمَن قُدِرَ عَلَیۡهِ رِزۡقُهُۥ فَلۡیُنفِقۡ مِمَّاۤ ءَاتَىٰهُ ٱللَّهُۚ لَا یُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا مَاۤ ءَاتَىٰهَاۚ سَیَجۡعَلُ ٱللَّهُ بَعۡدَ عُسۡرࣲ یُسۡرࣰا﴾ [الطلاق ٧] ؟ ⇦ تذكير بمقام الله في المعاملة الزوجية وهذا مثل الآية: ﴿ فَإِنَّ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾ [سورة النساء:34] أي: مهما كان الزوج عاليًا فالله أعلى، ومهما كان كبيرًا فالله أكبر، ونفوذ الله أعظم، فالإنسان دائما في مثل هذه المقامات في المعاملة مع المخلوق يتذكر قدرة الله تعالى، وعن أبي الأحوص، عن أبيه، قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : " هل تنتج إبل قومك صحاحا آذانها ، فتعمد إلى الموسى ، فتقطع آذانها ، فتقول : هذه بحر ، أو تشق جلودها ، وتقول : هذه صرم ، فتحرمها عليك وعلى أهلك ؟ قال : قلت : نعم ، قال : (فكل ما آتاك الله لك حل ، ساعد الله أشد من ساعدك ، وموسى الله أحد من موساك). فالإنسان دائما يتذكر قدرة الله كما قال علي بن أبي طالب: "إذا دعتك قدرتك إلى ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك". #لطائف_التدبر

قناته: https://youtu.be/SzhK7Q-pY0U?si=aF8SRMl5uxz-cXAR

علي محمد علي من القلة النادرة التي اجتهدت في تبسيط كثير من كتب التنمية البشرية وتطوير الذات، واستخلاص المفيد منها مع ميزة قد لا توجد عند غيره، وهي: تقديم نقد إسلامي لهذه الكتب، وانتزاع المفاهيم الخاطئة المبنية على فلسفات متناقضة مع المفاهيم الدينية، وتقديم المفيد منها، فكان كالذي يستخلص لنا الذهب الخالص بعد نقده وفحصه. وهو شاب واسع الثقافة الفكرية العامة، مع حصيلة شرعية مميزة. رجل مبدع ومجتهد جداً في إعداد جميع محتواه وربطه المنظور الإسلامي، ونقده لكتب الثراء هنا من أجمل ما قدّم. كل قناته، وكل حلقة له مفيدة جداً.

مجهود كبير من منصة مدركة ..