مُتقلب

كل ما تكبر في العُمر هتلاقي ان مش مُمكن تعيش إلا مع اللي بيحرروك وبيحبوك حب خفيف الحمل، الحياة النهارده قاسية جداً، مريرة جداً، مُرهقة جداً، مش هنتحمّل كمان عبودية جديدة جايه من اللي بنحبهم.

وأخاف من ثقلي عليك فأنثني ‏عن طرق بابك، والفؤاد مولَّهُ ‏ضدّان: شوقُك وافتعالُ كرامةٍ ‏نخفي الهوى، والحبّ يعرف أهلهُ..

‏كان يعتبركِ الخلاص، القنديل المضيء في زقاق حياته، وكانت رؤيته لك، مجرد رؤيتكِ، تجعله منيراً من الداخل، كُل عباراتكِ، مهما كانت شدة الألم وبحّة التوبيخ في أجراسها، تصبح جوهريةً ومشعّة، لمجرد أنها منكِ، أو أنكِ قد نطقتِ بها .

بيدهشني كون الأدب بأنواعه -كشكل للفن- بيسد احتياج كبير في الإنسان، ان الإنسان يعدي من أقسي حالاته لأبهجها واللي بينهم من علو وانخفاض، ف بتتعارك الأفكار في رأسه، لكنها بتكون عقيمة مبتهَدّيش سُلوك، ولا بتتوجد علي شكل كلمة، ف بيلاقي في اللي كتبه غيره من الشّعر والعبارة سلوة وأُنس.

في شقاء مألوف في الحنين نفسُه، النسيان اللي فاكر أنك انتصرت بيه، بيكبر في القلب علي دفعات، وبيقف قدام اللّحظات اللي اعتقدت أن زوالها من ذاكرتك شيء مُمكن، بيكون هو الحنين نفسه، بسطوته المُعتادة، بيبلع النسيان وبيصحي فيك أجزاء آمنت بمُوتها، علشان تفتكر.

في شقاء مألوف في الحنين نفسُه، النسيان اللي فاكر أنك انتصرت بيه، بيكبر في القلب علي دفعات، وبيقف قدام اللّحظات اللي اعتقدت أن زوالها من ذاكرتك شيء مُمكن. بيكون هو الحنين نفسه، بسطوته المُعتادة، بيبلع النسيان وبيصحي فيك أجزاء آمنت بمُوتها، علشان تفتكر.

الإنسان مبيعديش أيّامه علي قد سعيُه، ولكن علي قد توفيقه، ومبيطمنش علي قد ثباته، ولكن علي قد يقينُه، علشان كده بنردد في مطلع اليوم والليلة بـ (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كلّه، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)، لان الانسان مننا مفيش في ايده غير الاعتراف بضعفه ونقصُه.

‏أنتَ تعلمُ ولا أعلم، عبدُكَ الذي أسلَم وسَلّم، وأنتَ الله الأكرم، لا أخشى شيئًا وأنت معي، ولا أخاف ضياع شيء كتبته أنت لي ولو اجتمعت كل الدنيا لتأخذه مني، مُطمئن في معيتك، فلا تحرمني - بتقصيري- من رحمتك.

‏الحياة كلها حلاوتها في انك تعرف مرارتها، كل شُعور جميل فيها ملوش بريق ولا قيمة لو جالك سهل يسير، ‏لأبو تمّام بيت شهير ولطيف في الموضوع ده: ‏ "بَصُرتَ بِالراحَةِ الكُبرى فَلَم تَرَها ‏ تُنالُ إِلّا عَلى جِسرٍ مِنَ التَعَبِ"