شِيَمُ النَّبيِّ ﷺ

من الأحاديث العجيبة في شوق الصحابة رضوان الله عليهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رواه الترمذي رحمه الله، في الشمائل وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «خرج رسولُ الله ﷺ في ساعةٍ لا يخرج فيها ولا يلقَاه فيها أحد. فأتاه أبو بكر فقال: ما جاء بك يا أبا بكر؟ قال: خرجت ألقَى رسول الله ﷺ وأنظُر في وجهه، والتسليمَ عليه». فسبحان الله العظيم، خرج أبو بكر رضي الله عنه لا لشيء إلا ليلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينظر في وجهه. بأبي أنت وأمي نظرة منك تشفي ما بي!

اللهم صل على سيدنا محمد صلاةً تقربني إليه، وتحملني على راحلة محبته، وتشغل أنفاسي بذكره، وتزيد في قلبي عظمته، وتجعلني من أهل ولايته، وتسلكني في أهل شفاعته، وعلى آله وصحبه وعترته، وسلم تسليمًا طيبًا كثيرًا مباركًا. ..

إنشاد قصيدة الشيخ زروق في وصف النبي صلى الله عليه وسلم.

كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنزل الأعظم من محبته صلى الله عليه وسلم، في حياته وبعد مفارقته لهم بأبي هو وأمي. ومن دلائل ذلك أنهم:

..

- كانوا يشتاقون إلى رؤيته والنظر في وجهه، بل كانوا لا يصبرون عن ذلك حتى يلاقوه ويبصروا مرآه البهي بأبي هو وأمي.

..

- كانوا يستقصون في التأمل في محاسنه، فوصفوه بأبهى صفة وأعظمها، ولا يداني أحدٌ من الناس صفة كلامهم في ذكر شمائله ومحاسنه صلى الله عليه وسلم.

..

- كانوا يخفضون الطرف عنده، ويقضون حق المهابة في حضرته إجلالًا له وتعظيمًا.

..

- كانوا يبتدرون أمره حين يأمرهم ويسارعون في مرضاته ويجدون في الامتثال له صلى الله عليه وسلم.

..

- كانوا قد بلغوا النهاية في التعظيم فتعلقوا بكل ما يمت إليه بسبب، فكانوا يبتدرون وضوءه ويتبركون بعرقه وطيبه ويده وكل شيء منه صلى الله عليه وسلم.

..

- كانوا ربما ذكر أحدهم فراق النبي صلى الله عليه وسلم له في الدنيا، فاهتم لذلك فبكى شوقًا إليه وهو بين يديهم ملء السمع والبصر صلى الله عليه وسلم.

..

- كانوا ربما ذكروا الآخرة وعلو منزلته عن منزلتهم صلى الله عليه وسلم فشغلهم ذلك فراحوا يطمئنون على قربهم منه في منازل الآخرة، وهذا نهاية الحب وكماله منهم رضي الله عنهم، حتى جاءتهم بشراه لهم وتسليتهم إياهم بأن المرء مع من أحب. فلله من كرم الله لرسوله الكريم عليه للأمة الكريمة لأجله.

..

- كانوا يعظمونه ويوقرونه صلى الله عليه وسلم ويخاطبونه خطاب التبجيل الذي هو أخذ من كل أدب بسبب، بل يفدونه بالآباء والأمهات.

..

- كانوا يعادون من عادى من الناس كلهم، ولو كان أقرب إليهم من أنفسهم، بل ربما كافحوا الآباء والأبناء في رضاه صلى الله عليه وسلم.

..

- كانوا يعملون بهديه ويستنون بسنته من غير تفريق في واجب ولا مندوب ولا مباح، بل كانوا يستغرقون في اتباعه واقتفاء أثره صلى الله عليه وسلم.

..

- كانوا يعظمون أهل بيته وقرابته، ويعرفون لهم حقهم في حياته وبعد انتقاله إلى ربه جل وعلا.

..

- كانوا يدعون بدعوته ويجاهدون على طريقته، بل فتحوا الأمصار من بعده ونشروا دعوته ولم تكن قد جاوزت جزيرة العرب في زمانه صلى الله عليه وسلم.

..

- بلغوا سنته على أتم وجه وأكلمه، وعلموا الناس دينه وفقهه وشريعته وعقيدته، وأدوا أمانة البلاغ عنه صلى الله عليه وسلم كما سمعوها.

..

- انتشروا في الأمصار يفقهون الناس ويعلمونهم دينه وسيرته وسنته وهديه صلى الله عليه وسلم.

..

- كانوا يوقرونه صلى الله عليه وسلم بعد انتقاله إلى ربه سبحانه وتعالى، فلا يرفعون الصوت في مسجده، ولم يبدلوا شيئًا من الأدب في حياته عما كانوا عليه في عهده صلى الله عليه وسلم.

..

- تواترت عنهم رضي الله عنهم عبارات الشوق إليه بعده صلى الله عليه وسلم وظهر ذلك فيما بلغنا من أحاديثهم التي حدثوها عنه، بل ربما كان أحدهم يتحرى أن يطأ المشاهد التي شهدها ومر منها حبًّا له صلى الله عليه وسلم أن مشى فيها.

..

ولو ذهبنا نستقصي شرائع المحبة التي ساروا عليها مع صلى الله عليه وسلم لم نكد نفرغ منها، فقد علموا الدنيا كلها كيف يكون الحب.

٨- المجلس الثامن في قراءة كتاب «وسائل الوصول إلى شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم» للشيخ النبهاني رحمه الله. .. https://t.me/fawaednafeesa/9034

لا تذهب عليك الجُمعة حتى تدرك من صلاتك على النبي ﷺ ألفًا أو يزيد. ..

تأملت شرائع المحبة، فوجدتها ماثلة في أصحاب رسول الله ﷺ مع رسول الله ﷺ، فطوبى لمن اقتبس من هديهم، واشترع طريقهم. ..

ليس لنا إلا رسولُ الله ﷺ طريقًا إلى الجنة. ..

قال عبد الله بن الحكم رحمه الله: رأيت الشافعي رحمه الله في النوم فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال: رحمني وغفر لي وزفَّني إلى الجنة كما تزف العروس ونثر علي كما ينثر على العروس. قلت: بم بلغت هذا الحال؟ فقال لي قائل: يقول لك بما في كتابي الرسالة من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. فقلت: فكيف ذلك؟ أي ما صيغة ذلك؟ فقال: صلى الله على محمد ما ذكره الذاكرون، وغفل عنه الغافلون. قال عبد الله بن الحكم: فلما أصبحت نظرت إلى الرسالة، فوجدت الأمر كما رأيت.

كان النبيُّ صلى الله عليه وسلّم إذا اجتهد في اليمين قال: «لا، ومقلِّب القلوب!» ..