cookie

We use cookies to improve your browsing experience. By clicking «Accept all», you agree to the use of cookies.

avatar

إِمارَةُ البَيان

قالَ رَسولُ اللهِ -ﷺ-: "إنَّ مِنَ البَيانِ لَسِحرًا". البلاغَةُ بلاغةُ القُلوب، والفَصاحَةُ فصاحَةُ الأعمال، والقَولُ قَولُ الصَّوارِم.

Show more
Advertising posts
334
Subscribers
No data24 hours
+57 days
+130 days

Data loading in progress...

Subscriber growth rate

Data loading in progress...

Photo unavailableShow in Telegram
صاحبُ التفسير الشامل "التحرير والتنوير"، الإمام الطاهر بن عاشور.. من الراسخين في العلم الذين يعجب المرءُ من إحاطتهم بكل هذه الوجوه من البيان والمعاني، لا أذكر أني قرأت تفسيرَ آيةٍ لديه إلا ووجدتُ فيها من إدراك الدقائق والنكات ما تذهل له الألباب.. أنار اللهُ قبره، وغفرَ له، وجزاه عن أمة البيان خيرَ الجزاء.
Show all...
7👍 2
انظروا مثلا إلى بديعِ قولِ ابن عاشور:
وقَوْلُهُ: ﴿وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً﴾ عَطْفٌ على جملَة: ﴿أَلَّا تُشْرِكُوا﴾. وإِحساناً مَصدَرٌ نَابَ مَنَابَ فِعلِهِ، أَي: وَأَحسِنُوا بِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا، وَهُوَ أَمْرٌ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمَا فَيُفِيدُ النَّهْيَ عَنْ ضِدِّهِ: وَهُوَ الْإِسَاءَةُ إِلَى الْوَالِدَيْنِ، وَبِذَلِكَ الِاعْتِبَارِ وَقَعَ هُنَا فِي عِدَادِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ لِأَنَّ الْمُحَرَّمَ هُوَ الْإِسَاءَةُ لِلْوَالِدَيْنِ. وَإِنَّمَا عَدَلَ عَنِ النَّهْيِ عَنِ الْإِسَاءَةِ إِلَى الْأَمْرِ بِالْإِحْسَانِ اعْتِنَاءً بِالْوَالِدَيْنِ، لِأَنَّ اللَّهَ أَرَادَ بِرَّهُمَا، وَالْبِرُّ إِحْسَانٌ، وَالْأَمْرُ بِهِ يَتَضَمَّنُ النَّهْيَ عَنِ الْإِسَاءَةِ إِلَيْهِمَا بِطَرِيقِ فَحْوَى الْخِطَابِ. وَقَدْ كَانَ كَثِيرٌ مِنَ الْعَرَبِ فِي جَاهِلِيَّتِهِمْ أَهْلَ جلافة، فَكَانَ الْأَوْلَاد لَا يُوَقِّرُونَ آبَاءَهُم إِذَا أَضْعَفَهُمُ الْكِبَرُ. فَلِذَلِكَ كَثُرَتْ وِصَايَةُ الْقُرْآنِ بِالْإِحْسَانِ بِالْوَالِدَيْنِ.
تأملوا هذا الكلام يا جماعة! والله كلام بديع جدًا جدًا جدًا جدًا! رحم الله الإمام الطاهر ابن عاشور رحمةً واسعة.. مثل هذا الإدراك لهذه الدقائق هو محضُ فتحٍ وهداية من الله، وليس بكدِّ أحدنا ولا بعقله.. فتح الله علينا فتوح العارفين، وعلّمنا من بحرِ كتابه المُبين، وأدَّبنا بآدابِه أجمعين.
Show all...
4
Photo unavailableShow in Telegram
وهذا جُزءٌ من المعاني المتفتِّقة عن هذه الجملة الموجزة ﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا﴾، وما زال هُناك تحتها كُنوز من البيان القُرآنيّ الفريد، منها ما هُو متعلقٌ بنسيج السورة ككل، ومنها ما هو متعلقٌ بطبيعة القوم المخاطبين، وغير ذلك. ____________ 1. هذا التعبير "القرآن إيجازٌ كُلُّه" هو تعبير سَبق إليه الدكتور مُحمَّد الدرَّاز بكتابه "النبأ العظيم"، بفصلٍ بديع يحملُ هذا العُنوان. 2. مأخوذٌ من "التحرير والتنوير" للإمامِ ابن عاشور -رحمه الله- في تفسيره لهذه الآية.
Show all...
3
كم تلفتني هذه الآية الكريمة، وكم يأسِرني في القرآن هذا المقام الرفيع من الإيجاز، والقرآنُ إيجازٌ كُلّه¹، إذ دائما ما يستثمر برفقٍ أقل ما يُمكنُ من اللفظِ في توليدِ أكثرِ ما يمكنُ من المعاني، فلا تجد في القرآن كلمةً إلا هي مفتاحٌ لفائدةٍ جليلة، وليس فيه حرفٌ إلا جاءَ لمعنى مهم. ولا يقفُ سرُّ الإيجازِ في القرآن عند حدِّ اجتناب الحشو والفضول، أو انتقاء ألفاظٍ هي أتمُّ تَحديدًا للغرضِ وأعظمُ اتساعًا لمعانيه المناسبة، لا، بل إنَّ القرآنَ كثيرًا ما يَسلُكُ في إيجازه سبيلًا أعزَّ وأعجب؛ فلقد تراه يعمد -بعد حذف فضول الكلام وزوائده -إلى حذف شيء من أصوله وأركانه التي لا يتم الكلام في العادة بدونها، ولا يستقيم المعنى إلا بها، ولقد يتناول بهذا الحذف كلماتٍ وجملًا كثيرة متلاحقة ومتفرقة في القطعة الواحدة، ثم تراه في الوقت نفسه يستثمر تلك البقية الباقية من اللفظ في تأدية المعنى كله بجلاء ووضوح وطلاوة وعذوبة، فلا تشعر النفس بما كان فيه من حذفٍ وطيٍّ، ولا بما صار إليه من استغناء واكتفاءٍ، إلا بعد تأمُلٍ وفحص دقيق. وهذه الظاهرة بارزةٌ في هذه الآية الكريمة والتي قبلها.. وانظروا -مثلًا- إلى هذه الطريقة الجامعة التي عُبِّرَ بها عن الأمر بالعدل في القول، وذلك بجملة ﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا﴾: ֎ أمّا حرف العطف "الواو" فوراءه قصة طويلة، وتفاصيل نحوية دقيقة، مردُّها إلى الشيءِ الذي عُطفت عليه هذه الجملة الفعلية، علامَ عُطفت؟ عطفت على قوله تعالى: ﴿أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً﴾، وهذه الجملة فِي موقعِ عَطف بَيَان ما حرَّم الله، فكيف يكون ما حرَّم الله: ألّا يُشرك به شيئًا؟ هل الله حرَّم الشرك به أم حرَّم عدم الشرك به؟ ما نوع الحروف "أن" و"لا"؟ وكيف عَطف "وإذا قلتم فاعدِلوا" -وهي أمر صريح- على "ألا تشركوا به شيئًا" وهي أمر بصيغة النهي؟ وغيرها من الأسئلة التي قد يطول بيانها، ولا يتسع المقام لها هُنا، ولكن هذه المُحرمات ذُكر بعضها بصيغة النهي، وبعضا بصيغة الأمر الصريح -أو المؤول-؛ لأنَّ الأمرَ بالشيءِ يقتضي النهيَّ عن ضده، ووراء هذا الاختلاف في صيغة الطلب لهاته المعدودات نكتةٌ بلاغيَّةً بديعة، نبينها لاحقًا إن شاء الله. ֎ استعمال "إذا" وهي ظرفٌ للمستقبل يدخل على الجملة الفعلية مُتضمنًا معنى الشرط، والتعليق بأداة الشرطِ هذه يشي بمعانٍ، منها: أنّ القولَ عُدَّ وكأنّه حالة طارئة، ليست هي الأصل، بل الأصل هو السكوت، ولكن إذا كنتَ قائِلا ولا بُد، فاعدل في قولك. كما وفيه إشارةٌ إلى أنَّ المرء في سَعَةٍ من السُّكوتِ إن خشِيَ قولَ العدلِ، وأمَّا أن يَقُولَ الجَورَ والظلمَ والباطِلَ فليس لهُ سبيلٌ إلى ذلك، والكذب كُلُّه من القول بغير العدل، على أن من السُّكوت ما هو واجبٌ في كثيرٍ من الحالات. ولعل تأخير الأمر ﴿فَاعْدِلُوا﴾ وتقديم الجملة الشرطية ﴿وَإِذَا قُلْتُمْ﴾ عليه فيه تأكيد على هذا المعنى، إذ فيه اهتمام بحالة الشرط، وهذا تأكيد اهتمامٍ بقضية أنَّ الأصل هو السكوت، وأن الكلام إنما هو حادِثٌ إن كان لا بد له أن يحدث فله شروط، وهذا المعنى لا يتأتى لو قُلنا "واعِدلوا إذا قلتم"، إذ ذاك يجعلُ الشرطَ شيئًا ثانويًا، لا يخطر للذهن إلا مُتأخِرًا، وهذا من شأنه أن يُجرِّئ الإنسان على الخوضِ في كُل وادٍ. ֎ قُلتم: التعبير بالضمير الجمعي يفيد جعلَ هذا الأمر قانونًا يحفظ قواعِد التعامل بين الناس، ويحقق ثقة الناس بعضهم ببعض، وهذا أقرب لإقامة قواعد المدنيّة الإسلامية المُحكمة. ֎ ❞جاء طلب الحقِّ في القولِ بصيغة الأمر بالعدلِ، دونَ النّهي عن الظُلمِ أو الباطِل؛ لأنَّ قيَّده بأداة الشرط المقتضي لصدور القول، فالقَول إذا صَدرَ لا يخلو عن أن يكونَ حقًّا أو باطِلًا، والأمرُ بأن يكون حقًّا أوفى بمقصد الشارع لوجهين: 1- أن الله يحب إظهار الحقِّ بالقول، ففي الأمر بأن يكونَ عدلًا أمرٌ بإظهارهِ ونَهيٌ عن السكوتِ عنه بدونِ موجب. 2- أنّ النهي عن قول الباطل يُصدُقُ بالكلام الموجَّهِ الذي ظاهِره ليسَ بحقٍّ، وذلك مذمومٌ إلّا عند الخوفِ أو المُلاينة، أو فيما لَا يرجِع إِلى إِظهار حقٍّ، وَتِلْكَ هِيَ الْمَعَارِيضُ الَّتِي ورد فِيهَا حَدِيث: «إِنَّ فِي الْمَعَارِيضِ لَمَنْدُوحَةٌ عَنِ الْكَذِبِ»❝.² وهذا جُزءٌ من المعاني المتفتِّقة عن هذه الجملة الموجزة ﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا﴾، وما زال هُناك تحتها كُنوز من البيان القُرآنيّ الفريد، منها ما هُو متعلقٌ بنسيج السورة ككل، ومنها ما هو متعلقٌ بطبيعة القوم المخاطبين، وغير ذلك. ________________ 1. هذا التعبير "القرآن إيجازٌ كُلُّه" هو تعبير سَبق إليه الدكتور مُحمَّد الدرَّاز بكتابه "النبأ العظيم"، بفصلٍ بديع يحملُ هذا العُنوان. 2. مأخوذٌ من "التحرير والتنوير" للإمامِ ابن عاشور -رحمه الله- في تفسيره لهذه الآية.
Show all...
3👍 1
سأنشر بعدّ قليلٍ وقفةً بلاغيَّةً مع جزءٍ من هذه الآية إن شاء الله تعالى.
Show all...
1
﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [الأنعام: ١٥٢]
Show all...
وقفة بلاغيّة مع قوله تعالى من سورة ص: ﴿هَٰذَا ۚ وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ (55) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ (56) هَٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ﴾ لَكم يأسرني اسم الإشارة "هذا" في بداية الآيات! ولله كم له من سطوةٍ على القلوب! وكم له من شدٍّ للأذهان والأسماع! ما الذي يعنيهِ هذا الاسم؟ وما الغرضُ من استخدامه؟ اسم الإشارة هُنا يُفيدُ فصلَ الكلام السابق عن الكلام الآتي بعد ﴿هَٰذا﴾؛ قصدًا لانتقال الكلامِ من غَرَضٍ إلى آخر، وفيه تَنهِيَةٌ للغرض الذي قبله، كمثل قولنا: "أَمَّا بَعْدُ فَكَذَا"، وهذا الأسلوب شديد القوة في شدِّ المسامع وصرف الأذهان إلى ما يُرادُ بيانه، ولاحظوا إشارة الوقف الجائز (ۚ) بعد قوله ﴿هَٰذا﴾ تجعل التأثيرَ موغلًا في النفس، شادًّا إياها إلى إطراق مهيب وترقب للبيان الآتي، ومن فقه القارئ أن يقف على علامة الوقف هذه، ليعطي الأذهان وخبرُ ﴿هَٰذا﴾ محذوف؛ لدلالة الإشارة على المقصود، فكأنَّ التقدير: "هذا الشأنُ شأنُ الطاغين"، أو "هذا كما ذُكر: إن للطاغين لشرَّ مآب". وَالْوَاوُ فِي ﴿وإِنَّ لِلْطاغينَ لشرَّ مآب﴾، يَجُوزُ أَن تَكُون لِلعَطفِ الذِّكرِيِّ، أَي: انتهى الكلامُ السَّابِقُ بِقَوْلِنَا هَذَا، ونعطِفُ عليهِ "إِنَّ لِلطاغين لشرَّ مآب"، وَيَجُوزُ أن تَكون واو الحال. واللام في ﴿للطاغين﴾ لام الاختصاص، أي لهم شرُ مآبٍ يومَ الجزاء، واللام في ﴿لشرَّ مآب﴾ لامُ التوكيد، فهذا مصيرُ الطاغين ومآبهم حقًا، فلا يُخالجنَّ المؤمن شكٌ بذلك وليطمئنّ لعدل الله وعقابه، وفيه تخويف للطاغين بأن هذا مصيرهم إن لم يتوبوا، فلا يحسبنّ الواحد منهم أنّه بفارٍّ من العذاب! أيضًا: انتصبت عبارة ﴿جَهَنَّمَ يَصلَونَهَا فَبِئْسَ المِهَاد﴾ على البيانِ من ﴿لَشَرَّ مَآبٍ﴾. وقد سبق استعمال هذا الأسلوب في السورة، في قوله تعالى: ﴿هَٰذَا ذِكْرٌ ۚ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ﴾، إلا أنه قد صُرِّحَ بِالخَبَرِ بقوله ﴿هَذا ذِكرٌ﴾ للاهتمام بتعيين الخبر، وَأَنَّ المَقصُود منَ الْمُشَارِ إِلَيهِ: التَّذَكُّرُ وَالِاقْتِدَاءُ، "فَلَا يَأْخُذُ السَّامِعُ اسْمَ الْإِشَارَةِ مَأْخَذَ الْفَصْلِ الْمُجَرَّدِ وَالِانْتِقَالِ الِاقْتِضَابِيِّ"، كما قال ابن عاشور -رحمه الله-.
Show all...
1
● إذا قرأتَ شعرَ أبي العلاء المعري، فلا تكن قراءتُك له كَحَسْوِ الطَّيرِ تلتقط البيتَ والبيتين، وإنما اقرأ القصيدة كلها والمقطوعة كلها والديوان كلَّه؛ فإنَّ ذلك يعصم لسانَك عن الطعن في هذا الرجل رحمه الله.
Show all...
👎 3
رحم اللهُ رهينَ المحبسينِ أبا العلاء المعريّ إذ قال: يا رَبِّ أَخرِجني إِلى دارِ الرِّضى عَجَــلًا؛ فَهَذا عَــــــالَمٌ مَنكـوسُ فهذا والله عالمٌ مَنكوسٌ
Show all...
👎 4😢 2
Photo unavailableShow in Telegram
أنشر اليوم إن شاء الله وقفة بلاغيّة نحويّة في هذه الآيات المُظللة من سورة ص المُحببة إلى قلبي. نسأل الله الإعانة والتيسير..
Show all...
3
Choose a Different Plan

Your current plan allows analytics for only 5 channels. To get more, please choose a different plan.