Crystal |بلّور

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أصدقاء بلّور وملاك أيضاً بدايةَ، شكراً لكل مَن أرسل لي على بوت القناة من أجل الاطمئنان والمواساة أقدّر لكم ذلك، مع أمنية ألّا ترَوا مكروهاً في أيّ شيئ تحبّوه، وإن كان ولابدّ؛ أن يلهمكمُ الله دائما الثبات والشجاعة واليقين أنّ كلّ شيئ مصيره إلى زوال وأنّه كما قال حبيبنا المصطفى:" لبيّك..إنّ العيشَ عيشُ الآخرة". ثمّ أحببت أن أُسمعكم مقطعاً صوتيّاً أحبّه سمعته من فترة قصيرة اسمعوه كاملاً وناموا مطمئنين.."":)

فجر يوم الأحد فارق حياتي وللأبد حيواني الأليف "مشمش" مشمس القطّ ذو القلب المريض، رآني لأوّل مرة منذ ثلاث سنوات بعين واحدة زرقاء أحبّني وأحببته كطفل صغير، وكبرنا معاً في الأيّام الماطرة والأيّام المشمسة وكل فصول السنة عندما عانيت في بدايات دراستي الجامعية رافقني وخفف عني عبء الليالي، كان أثراً طيّب وحنون علّمني معنى أن يكون الإنسان رحيماً وعطوفاً، أن يكون الإنسان مسؤولاً عن روحٍ صغيرة خلقها الله.. مشمش كان صغيري الشقي، وامتحان الله لي في شهر أيلول..فقط لأنّي أحبّه والله يبتلي المؤمنين بأشيائهم التي يحبونها ليعلّمهم معاني واسعة وإن لم يفهموها.. في فجر يوم الأحد، كنت وحيدة ومات مشمش بين كلتا يديّ، نفخ آخر نفَس له في الحياة أمام عيوني وطارت روحه نحو خالقه.. بكيت كثيراً وناجيت الله أن يجعله في مكانٍ مريح وطيّب يشبهه وأن يعلّمني معنى الصبر والمعيّة.. ثم فكرت..إلى ماذا تصير عليه أرواح القطط في السماء، هل سيسمح لي برؤيته في الجنّة! تماما مثلما نرى كلّ من غابوا  ورحلوا..ولم أعرف الإجابة. اليوم بعد ثلاثة أيام من الجرح لست حزينة.. بل في داخلي شعلة باردة وبلّور يجرح حلقي باستمرار كم كان أيلول قاسيا..وكم كان غزيراً بدموعي كنهر! أنا أعرف أن الأوجاع لا تُقاس بشكلها بل تُقاس بمدى أثرها وتأثيرها عائلتي وأصدقائي وحتى الغرباء ربّما، يعرفون مدى حبي لهذه الكائنات التي أحسب أنّ الله أوجدها في الكون لمواساتي وعزائي ومشاركتي الحب الكبير في قلبي.. ملاك الذرة الصغيرة التي تعيش بقلب حيّ تؤلمها وردة ذابلة أحبتها سابقاً، أو رؤية فراشة لا تعرف كيفية الطيران أو نظرة حزينة مع ابتسامة، وأحيانا تجرحها غيمة أو نجمة لفرط ما فيها من معاني ورحمات كيف لا تؤلمها روح صغيرة عاشت معها لسنوات..! هذه الكلمات ليست نصّا شاعريّ بل هي أشواك عالقة، أحاول فقط أن أتخلص من جرحها قليلا.. هنا في هذا المكان الذي أشعر به بشفافية وغرابة معا أضع أشياء لا تهم أحد على الأرجح وأكثر من فيه غرباء كذلك لا أعرفهم ولا يعرفونني..ولهذا السبب أكتب وأيضا لئلا أنسى الجراح التي تعيد الإنسان مرة بعد مرة بعد مرة من مرحلة البناء إلى الهدم مجددا ومن ثم البناء لحكمة يريدها الخالق.. الحمد لله.

⁣ممّا قيل في الحزن..

بكيت لأنّي مليئة بالنّجوم الميتة والحطام، لكنّك ما زلت تسمّيني جميلة.. |ترجمة: ضيّ رحمي.

وقنعتُ بأن يَكونَ ‏نَصيبي في الدنيا كَنصيب الطير ‏ولكن سبحانك.. ‏حتى الطيرُ لها أوطان ‏وتعود إليها ‏وأنا ما زلتُ أَطير. |مظفّر النواب.

الجمال هو اليد الممدودة إلى الغريق.. |أنسي الحاج.

هَبَّ النَّسيمُ وغَنَّتِ الأدواحُ وأطلَّ بالأملِ البَهيجِ صَباحُ غُفرانَكَ الَّلهُمَّ أنتَ لنا الرجا وبعَفوِكَ الهَمُّ الثقيلُ يُزاحُ.

الإنجاز الوحيد المتبقي معي في هذه الفترة..♡