نُزْهَةُ الفُضَلَاءِ

حول مائدة التنزيل | الصفحة [5] من المصحف الشريف

• د. عبدالعزيز بن علي الحربي وفقه الله.

باب المقطوع والموصول (1) - البيت [79]، شرح المقدمة الجزرية(28).

المقرئ: عدنان العُرضي.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وأما القول الذي يدل عليه الكتاب والسنة، فلا يكون شاذاً وإن كان القائل به أقل من القائلين بذلك القول، فلا عبرة بكثرة القائلين باتفاق الناس، ولهذا كان السلف، من الصحابة، والتابعين لهم بإحسان يردون على من أخطأ بالكتاب والسنة، لا يحتجون بالإجماع إلا علامة."

-النبوات، ص594

•|| أعلى العلوم! العلم الأعلى هو العلم بالله نفسه الذي هو في نفسه أعلى الموجودات والعلم به أعلى العلوم، وإرادة وجهه أعلى الإرادات، وذكره أعلى الأذكار واسمه أعلى الأسماء؛ قال تعالى: (سبح اسم ربك الأعلى (١) الذي خلق فسوى (٢) والذي أخرج المرعى (٣) فجعله غثاء أحوى (٤))؛ فإنه سبحانه هو في نفسه غني عن كل ما سواه، وكل ما سواه مفتقر إليه، وهو ربُّ كلّ ما سواه ومبدعه؛ فوجود كل ما سواه مفتقر إلى وجوده، ووجوده غني عن وجود كل ما سواه. (١/٢١٣) والعلم به أعلى العلوم، وغاية العلوم، ومنتهى العلوم، وتحقيق العلوم، وأصل العلوم؛ وإن كان العلم بغيره قد يكون أسبق إلى بعض الأذهان من العلم به، أو يكون دليلا على العلم به فالعلم به مع كونه أعلى وأكمل وأنفع؛ فإنَّ الحاجة إليه ضرورية، وإنه لا صلاح للعبد إلا به، ولا سعادة بدونه، فهو أصل لتحقيق تلك العلوم التي به تستحق أن تكون علوما. (١/٢١٥)

[ الأصبهانية لشيخ الإسلام ابن تيمية، طبعة الدار العمرية ]