أوّاب.

‏بتخيّل لو ما قرآن كيف كنا رح نقدر تحمل هذا!

"ما أصاب أحدًا قط همٌّ و لا حزنٌ، فقال: اللهمَّ إني عبدُك، وابنُ عبدِك، و ابنُ أَمَتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤُك، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، و نورَ صدري، و جلاءَ حزني، وذَهابَ همِّي، إلا أذهبَ اللهُ همَّهُ وحزنَه، و أبدلَه مكانَه فرجًا". • الراوي: عبد اللّٰه بن مسعود.

‏«أسألُك بنورِِ وجْهِك الذي أضاءت به وجوهُ العارفين، ألّا تسرِّحني في ميادين الحَيْرة، و تدُّلني إليك بعجلة قلبٍ خاف أن يضيع» 💚 _

رحم الله الشيخ المنشاوي.

عندما قرأ الشيخ المنشاوي هذه الآية برواية نافع : {وكأين من نبي قُتِل معه ربيون كثير فما وهنوا ...} وهي تختلف عن رواية حفص في لفظ (قُتل). عندما قرأها سكت عند قوله تعالى : {وكأين من نبي قتل}، ثم أكمل بعدها : {معه رِبّيون كثير فما وهنوا.. } ! سكتة بديعة رهيبة جميلة جدًّا، وكأنَّ المعنى : إن للنبي صحابة كثيرون لم يضعفوا ولم يجزعوا لمقتل النبي، بل أكملوا الدرب وساروا بدون تهاون واستكانة؛ فهذه الدعوة ليست مرتبطة بأشخاص ولا رموز تفنى بموتهم وتحيا بحياتهم! ومعنىً آخر : لو أنه لم يقف على كلمة (قُتِلَ) لكان المعنى أن الصحابة قتلوا مع النبي بدون تبديل ولا استسلام ولا استكانة، وسار بعدهم من لحقهم على دربهم ودعوتهم. ما أبدع القرآن، وما أجمل الإسلام، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.