مـع ﷲ

ارتشافٌ لفنجانِ قهوَة بروحٍ مُبهجَة بين الرُكامِ من تحت الطائِرات بعد ليلةٍ مليئة بأصوات الرَصاص والانفِجارات ، واستنشاقٍ لهواء برائِحة البَارود الممزوجة ببقايا سُموم من أثَر الصَواريخ .. ارتشاف بِهدوء وتَلذُذ يُجاريه محاولاتٍ شبه بائِسة لنسيان واقِع الإبادَة ولو لِلحَظات ، واستعادةٍ لطاقَةٍ وضَحِكاتٍ كَاذِبة «لتسليك» اليَوم كما الأمس ، ومُحارَبةٍ لِمشَاعر سَوداء تُطيح بعُمق ، والخَوض في المعَركة اليَومية لمَنع تسلل اليَأس إلىٰ قَلبِ مؤمِنةٍ تُؤمنُ إيمانًا عميقًا بأقدار اللّٰه وحُسن تدابيره وعوضِه المُدهِش . استراحةٍ لمُحارِبةٍ تُصارع حربًا مُنذ عام إلا أسبوعين ونِصف أسبوعًا فقط وترجو من ربِها الراحَة الأُخرى . صباح الشُهداء والدِماء الطَاهرة والصَبّر والقَهوَة التي أعشَق كما أعشَق تراب بِلادي . 🌍 مِن قاهِرة الأعداء وحَبيبة الرَواجِم و حَامِية شَرف الأُمة المتقاعِصة .. مِن داخِل المَحرقة المُسماة غزة . • رُؤىٰ ١٧ . سبتمبر . ٢٠٢٤ ٨:٣٠ ص

لا أعجب لإيمان أهل غزة؛ لأنه كلما كفرت بمن سوى الله آمنت به وحده، وكلما لم تمتد لك يدٌ عداه خضعت له رقبتك وأذعنت له نفسك، وكلما عز ناصرك وقل مغيثك لم تجد أقرب من مختبِرك، فليس في نفس المبتلى أعظم من قرب المبتلِي.